الصَّابِرِينَ)(١) ، وذكر أنه عفا عما كان منهم من مخالفتهم النبي صلىاللهعليهوسلم ، وإخلالهم بالمركز (٢) ، قال الحسن : عفا عنهم ، إذ لم يستأصلهم ، فقد قتل منهم من قتل ، وكسر رباعيّة (٣) الرسول صلىاللهعليهوسلم (٤) ، وقيل : (عَفا عَنْكُمْ) حيث عاقبكم في عاجل الدنيا ، وأفضل عليكم بذلك لكونه موعظة لكم في معاودة مثله (٥) ، ثم بيّن أن
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٢.
(٢) انظر : جامع البيان (٧ / ٢٩٨).
(٣) قال الفيروز آبادي : الرباعية : كثمانيّة : السنّ التي بين الثنية والناب. القاموس ص (٩٢٩).
(٤) رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٢٩٨) عن الحسن قال بعد أن صفّق بيديه : وكيف عفا عنهم ، وقد قتل منهم سبعون ، وقتل عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكسرت رباعيته وشج في وجهه؟ قال : ثم يقول : قال الله عزوجل : «قد عفوت عنكم إذ عصيتموني أن لا أكون استأصلتكم». وانظر : تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧٨٩) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١١٩) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٦٤) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٣٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٨٥) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٨٩).
(٥) لم أجد هذا القول مفردا في شيء من كتب التفسير ، وهو يرجع إلى القول الأول ، لأنهم عوقبوا في الدنيا بما دون الاستئصال ، وفي نهاية قول الحسن موعظة وتحذير من معاودة مثل ذلك ، حيث قال : هؤلاء مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي سبيل الله ، غضاب لله ، يقاتلون أعداء الله ، نهوا عن شيء فضيعوه ، فو الله ما تركوا حتى غموا بهذا الغم ، فأفسق الفاسقين اليوم يجترم كل كبيرة ويركب كل