وقيل : بل عنى بمن يريد الآخرة من أقام حافظا لما استحفظ (١) ، وقوله : (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ)(٢) قيل : صرفهم إنما [كان](٣) بمنع النّصرة وترك إنزال الملائكة عليهم والسكينة ، وبإخراج ما في قلوب الذين كفروا من الرعب ، فبيّن أن لم يكن صرفكم عنهم خذلانا لكم ، بل كان مؤاخذة لميلكم إلى الدنيا وابتلاء لكم (٤) ، كما بيّنه بقوله : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ
__________________
ـ الموضع إلى موضع يتحرّزون فيه عن العدو». تفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨١). وكلام أبي حيّان يخالف هذا ، حيث قال : «وكان الرماة خمسين ، ذهب منهم نيّف على أربعين للنهب وعصوا الأمر». وقال أيضا : «لا يقال : كيف يقال : انقسموا فيمن فشل وتنازع وعصى ، لأن هذه الأفعال لم تصدر من كلهم ، بل من بعضهم». البحر المحيط (٣ / ٨٥).
(١) هذا قول عامة المفسرين. انظر : جامع البيان (٧ / ٢٩٣ ، ٢٩٤) ، وبحر العلوم (١ / ٣٠٨) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٦٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١١٩) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٦٤) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٣٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٨٥) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨٤) ، ونظم الدرر (٢ / ١٦٧). وروح المعاني (٤ / ٨٩).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٢.
(٣) ليست في الأصل ، والسياق يقتضيها.
(٤) انظر : جامع البيان (٧ / ٢٩٦ ، ٢٩٧) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨١) ، والبحر المحيط (٣ / ٨٥) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٨٩) ، ونظم الدرر (٢ / ١٦٧).