[٢ / ١٠١٤] وبإسناده عن ابن اذينة ، عن زرارة أنّ رجلا سأل أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله ـ جلّ وعزّ ـ : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) فقال : «حدّثني أبي أنّ الله ـ عزوجل ـ قبض قبضة من تراب التربة الّتي خلق منها آدم عليهالسلام فصبّ عليها الماء العذب الفرات ثمّ تركها أربعين صباحا ، ثمّ صبّ عليها الماء المالح الاجاج فتركها أربعين صباحا ، فلمّا اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذرّ من يمينه وشماله وأمرهم جميعا أن يقعوا في النار ، فدخل أصحاب اليمين ، فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها».
[٢ / ١٠١٥] وبإسناده عن أبان بن عثمان عن محمّد بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ لمّا أراد أن يخلق آدم عليهالسلام أرسل الماء على الطين ، ثمّ قبض قبضة فعركها ثمّ فرّقها فرقتين بيده ثمّ ذرأهم فإذا هم يدبّون ، ثمّ رفع لهم نارا فأمر أهل الشمال أن يدخلوها فذهبوا إليها فهابوها فلم يدخلوها ثمّ أمر أهل اليمين أن يدخلوها فذهبوا فدخلوها فأمر الله ـ جلّ وعزّ ـ النار فكانت عليهم بردا وسلاما ، فلمّا رأى ذلك أهل الشمال قالوا : ربّنا أقلنا ، فأقالهم ، ثمّ قال لهم : ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها ، فأعادهم طينا وخلق منها آدم عليهالسلام وقال أبو عبد الله عليهالسلام : فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء. قال : فيرون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل من دخل تلك النار فلذلك قوله ـ عزوجل ـ : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)» (١).
[٢ / ١٠١٦] وبإسناده عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ حيث خلق الخلق ، خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا ، فامتزج الماءان ، فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا ، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذرّ يدبّون : إلى الجنّة بسلام وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا ابالي ، ثمّ قال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ)(٢) ، ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين ، فقال : ألست بربّكم وأنّ هذا محمّد رسولي ، وأنّ هذا عليّ أمير المؤمنين؟ قالوا : بلى فثبتت لهم النبوّة وأخذ الميثاق على اولي العزم أنّني ربّكم ومحمّد رسولي وعليّ أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزّان علمي عليهمالسلام ، وأنّ المهديّ أنتصر به لديني
__________________
(١) الزخرف ٤٣ : ٨١.
(٢) الأعراف ٧ : ١٧٢.