متحقّقا من سلامة وصحّة ما أكتب ، متوخيا الفائدة أولا ، وسهولة تطبيق ما يقرأ عند اللزوم والحاجة.
إنّ وضع هذا الكتاب ليس دعوة إلى ترك التداوي والعلاج ، إذ لا بد من السعي للتداوي والأخذ بأسباب العلاج كما يأمرنا القرآن الكريم : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وأهل الذكر هنا هم الأطباء العارفون ، وفي ذلك قال الرسول الكريم : «يا عباد الله تداووا ، فإن الله لم يدع داء إلّا وضع له شفاء».
لا أريد بكتابي هذا أن أضع بين يدي القارىء دليلا يغنيه عن استشارة الطبيب كليا إذا رغب في ذلك ، خصوصا في الأمراض المجهولة أو الخطرة ...
من المفيد القول ، أني تجنبت الدخول في كل ما لا يفيد القارىء ، أو الراغب في الاستشفاء بالأعشاب والنباتات الطبية ، لقد دلّت التجارب أنّ صيدلية الله (الطبيعة) أغنى وأفضل ممّا في الصيدليات المليئة بما تنتجه المصانع الكيماوية ، وما أكثر الكتب التي تشيد بفضائل الطبيعة وفنون التطبب بواسطتها ، ولكن على القارىء أن يعرف كيف يجني هذه الأعشاب وأن يعرف تأثيراتها السلبية.