والرّطب غير المملوح : جيد للمعدة ، هيّن السلوك في الأعضاء ؛ يزيد في اللحم ، ويليّن البطن تليينا معتدلا ، والمملوح أقلّ غذاء من الرّطب ؛ وهو رديء للمعدة ، مؤذ للأمعاء ، والعتيق يعقل البطن ، وكذا المشويّ وينفع القروح ، ويمنع الإسهال.
وهو بارد رطب. فإن استعمل مشويّا : كان أصلح لمزاجه ، فإن النار تصلحه وتعدّله وتلطّف جوهره ، وتطيّب طعمه ورائحته ، والعتيق المالح حار يابس ، وشبّه يصلحه أيضا : بتلطيف جوهره ، وكسر حرافته ، لما تجذبه النار منه : من الأجزاء الحارة اليابسة المناسبة لها ، والمملّح منه يهزل ، ويولّد حصاة الكلى والمثانة ، وهو رديء للمعدة ، وخلطه بالملطّفات أردأ : بسبب تنفيذها له إلى المعدة.
حرف الحاء
حبة السّوداء :
ثبت في الصحيحين ـ من حديث أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أن رسول الله (ص) ، قال : «عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء ، إلا السام. والسام : الموت.
(الحبة السوداء هي : الشّونيز ، في لغة الفرس ، وهي : الكمّون الأسود ، وتسمى : الكمون الهنديّ). وحكى الهرويّ : أنها الحبة الخضراء ، ثمرة البطم ، وهو وهم والصواب : أنها الشونيز.
وهي كثيرة المنافع جدا. وقوله : «شفاء من كل داء» مثل قوله تعالى : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) كلّ شيء يقبل التدمير ؛ ونظائره. وهي نافعة من جميع الأمراض الباردة ، وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض ، فتوصّل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها ، بسرعة تنفيذها : إذا أخذ يسيرها.