ـ الحمية رأس الدواء :
من أقوال الرسول : «الحمية رأس الدواء ، والمعدة بيت الداء ، وعود بدنا ما تعود» ومن قواعد الطب أن في الدواء شيئان : الحمية ، وحفظ الصحة ، أما الحمية فمنها حميتان :
الأولى حمية عمّا يجلب المرض ، وهي في الأصحاء.
الثانية حمية عمّا يزيد المرض ، وهي حمية المريض ووقف مرضه عن التزايد.
قال تعالى في الحمية : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً).
ومن هدي النبي في الحمية ، وما يجب مراعاته في الأكل والشرب :
«ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه» ينطوي هذا الحديث على الوقاية من أخطار كثرة الطعام من الناحية الصحية والزهد في الدنيا.
إنّ إدخال طعام على طعام أوّل لم يتمّ هضمه بعد ، والزيادة في الكمية التي يحتاج إليها البدن ، وتناول أغذية قليلة النفع ، بطيئة الهضم ، كما الإكثار من أطعمة متعدّدة التركيب وملء البطن منها ، والتعود على ذلك ، تورث الأمراض المنوعة والعديدة ، منها ما يذهب ومنها ما يبقى دائما ويصبح داء مزمنا ، أمّا إذا اعتدل الإنسان في تناول الغذاء ، وأخذ قدر حاجته ، كان انتفاع البدن أكثر.
وكما قال الرسول : إنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه ، أي أن يتناول حاجته ، «أنه من البديهي ، إذا امتلأت معدة الإنسان طعاما ، ضاق عن الشراب ، وإذا امتلأ البطن شرابا ـ ماء ـ ضاق عن النفس ، وهذا ما يورث التعب للجسد كله ، كالذي يحمل حملا ثقيلا ، ممّا يفسد القلب والرئتين ، فامتلاء البطن من الطعام مضرّ للقلب وللبدن ، والشبع المفرط يضعف القوى والبدن».
يقول الطب الحديث إنّ أكثر آلام المعدة ، والأمراض المعدية ، ناتجة عن كثرة الطعام لأنّ الشبع يقسي القلب ويذهب الفطنة ويجلب النوم.