٣ ـ الرقابة الطبية ، حيث وضعت أسسا لمراقبة من يمارس الطب ، وشرّعوا لذلك نظاما حدّدوا بموجبه الأركان التي يجب أن يدور حولها علاج الطبيب وهي : «حفظ الصحة الموجودة ، وردّ الصحة المفقودة بحسب الإمكان ، وإزالة العلّة أو تقليلها بحسب الإمكان» ، وعملوا على حجب الإجازة الطبية عمّن يجدوا فيه تقصيرا أو عجزا.
٤ ـ إتقان العمل ومتابعة التحصيل العلمي ، حيث أعطوا لموضوع إتقان العمل الطبي والمحافظة على مستوى عال في مزاولة مهنة الطب أهمية قصوى ، لأنّ ذلك يتعلّق بحياة الإنسان وموته ، وفي ذلك كان الرازي ينصح طلاب الطب بما يلي :
«... الاستكثار من قراءة كتب الحكماء والوقوف على أسرارهم ، نافع لكل حكيم ، ..».
٥ ـ أن يكون الطبيب حسن الخلقة والمظهر ، لأنّ العلاقة بين المريض والطبيب هي علاقة إنسانية نفسية ، إلى جانب كونها علاقة علمية وعملية ، ويجب على الطبيب أن يكون حسن الخلق والشكل ، لأن في ذلك موقع كبير وجيّد على نفسية المريض وأثر جيد في العلاج والشفاء ، وفي ذلك قال أحد الأطباء القدماء :
«... أن يتقن بقلبه العلوم التي تتوقف الإصابة في العلاج عليها ، وأن يكون متينا في دينه ، متمسكا بشريعته ، دائرا معها حيث دارت ، واقفا عند حدود الله تعالى ورسوله».
كما شدّد الأطباء على ضرورة المحافظة على ما اطّلع عليه الطبيب من أسرار المريض وعدم إفشائها ، وفي ذلك قال الرازي :
«ينبغي للطبيب أن يكون رفيقا بالناس ، حافظا لغيبهم كتوما لأسرارهم».
أطباء عرب ومسلمون
الطب في لغة العرب :
ـ أصل الطب : الحذق بالأشياء ، والمهارة بها.