نبذة عن حياة النبي محمد
ولد محمد (ص) في شهر تموز عام ٥٧٠ م ، في مكة في منزل جدّه عبد المطلب ، وكان والده قد مات قبل مولده ، ثم عرف اليتم ثانية بموت أمّه ، وعاش في رعاية جدّه عبد المطلب ، وحين بلغ محمد الثامنة من عمره مات جده ، فكفله عمّه أبو طالب ، حيث امتدت عنايته ورعايته لمحمد إلى ما بعد بعثه نبيا ورسولا ، وكان أبو طالب أنبل وأكرم بني قريش رغم فقره وأكثرهم مكانة واحتراما.
أحب أبو طالب ابن أخيه محمد ، أحبّه حتى كان يقدّمه على أبنائه ، وذات يوم أراد أبو طالب أن يخرج في تجارة إلى بلاد الشام ، وصحبه في هذه الرحلة محمد وكان له من العمر اثنتا عشر سنة ، «وعند وصول القافلة إلى مدينة بصرى في جنوب الشام ، وتروي كتب السيرة أنّ محمد التقى في هذه الرحلة بالراهب بحيرى ، وأنّ الراهب رأى فيه إمارات النبوة على ما تدل عليه أنباء كتب النصرانية ، وتذهب بعض الروايات إلى أن الراهب نصح إلى أهله ألّا يوغلو به في بلاد الشام خوفا عليه من اليهود أن يعرفوا منه هذه الإمارات فينالوه بالأذى».
«ولئن كان محمد في الثانية عشر من عمره فقد كان له من عظمة الروح وذكاء القلب ورجحان العقل ودقة الملاحظة وقوة الذاكرة وما إلى ذلك من صفات حباه الله بها تمهيدا للرسالة العظيمة التي أعدّه لها ، ما جعله ينظر إلى ما حوله نظرة الفاحص المحقق ...».
أول الوحي كان عام ٦١٠ م.
لم تكن أقوال الرسول وحدها دعامة الدعوة ، بل كانت أعماله بكل تفاصيلها وأبعادها ، وكان يقول لأصحابه : «... أنا عبد الله ، فقولوا عبد الله ورسوله».