أما الأسباب الكامنة (المعنوية) مثل :
الوراثة والسن والجنس والمزاج الضعيف ، الجوع والتعب المفرطين ، وقد يكون منها الغضب والوهم والغم والهم والحزن والرعب والخوف والعشق ... وبأن الأسباب النفسية كثيرا ما تؤثّر في حدوث الأمراض أو تطورها ، وأخيرا تنهك القوى التي تجعل الجسم عرضة لكل عدوى.
ضوابط لممارسة الطب عند العرب والمسلمين :
وضع الأطباء العرب والمسلمون قواعدا وضوابط لممارسة الطب ، ولرفع مستوى الطبيب وتحديد أطر علاقته مع المريض. ويعتبر هذا تقدما في مجال الطب ، كان ذلك زمن نهضة العلوم لدى العرب المسلمين في وقت لم يكن في العالم القديم علم يعتدّ به إلّا ما كان لدى الأطباء العرب المسلمين.
إنّ الازدهار الذي نراه اليوم ، ما هو سوى محصلة حضارات متعاقبة على مرّ العصور ، وكان من أكبر هموم العرب الذين فتحوا نصف العالم القديم في قرن واحد كان من أعظم همهم أن يضمّوا إلى عظمة الفتح ، العلم ، فاقتبسوا علوم من سبقهم وعلوما أخرى عاصرتهم مستفيدين منها ، هضموها وأضافوا إليها الكثير من علومهم وتجاربهم.
ونلخّص ضوابط وقواعد ممارسة الطب لدى العرب المسلمين فيما يلي :
١ ـ أن يكون الطبيب الذي يرغب بممارسة الطب كفؤا من الوجهة العملية ، وذلك بحصوله على شهادة طبية تجيز له ممارسة مهنة الطب ، وكان الخليفة العباسي المقتدر أوّل من سنّ هذا النظام ، وذلك من خلال امتحان يجري على يد (سنان بن ثابت بن قرّه) وهو رئيس الأطباء في ذلك الوقت.
٢ ـ لقد اشترط على كلّ من يريد ممارسة الطب أن يؤدي قسما طبيا يقطع به عهدا على نفسه أن يلتزم بتطبيق بنوده ، ويشمل هذا القسم أغلب بنود وفقرات قسم أبيقراط مع تغيير وتحوير فيه ممّا جعله أقرب لآداب المهنة ، وأكثر ملائمة للمفاهيم الإسلامية الداعية للطهارة والفضيلة في ممارسة مهنة الطب.