تحدّث الإنسان ومنذ أقدم الأزمنة عن الترياق الشافي من سموم الأفاعي ، وجاء الأطباء المسلمون وذكروا الأفعى السامّة ، وذكروا أنّ لحمها هو الترياق الذي يعالج به السم ، أي أن لحمها شفاء من سمّها ، كما ينفع من لدغ العقرب وعض الكلب ومعالجة الفالج والارتعاش والصرع.
إنّ الطب الحديث استخرج أدوية شافية من العفن ...
لقد تأسّس اليوم في البلاد العربية مراكز للعلاج بواسطة الأدوية النباتية وأصبح لها تنظيمها ومهتمون ومشرفون على حسن سير عملها من حيث سلامة النباتات وفعاليتها في شفاء المرضى ، كما كثرت المدارس العاملة في ميدان الطب العشبي خاصة في بلاد الشرق الأقصى (الصين والهند) حيث المحافظة على التراث ، ولهذه المدارس أساتذة يجهدون في تعميم معرفتهم ورواد للعلاج.
لا يقتصر الطب أو العلاج فقط على أعضاء الجسم المعروفة من (قلب ، معدة ، رئة ، أمعاء ، كبد ، عيون ، ...) فالإنسان ليس فقط أعضاء دموية وهضمية وتنفسية وعصبية وغيرها .. إنّما هو مخلوق كامل فيه (الجسد والنفس والروح). إنّ الطبيب العصري ، مكتسب العلوم الطبية الحديثة يعمل على اعتبار أن المريض مادة مكوّنة من أعضاء مادية ، يعالجه بأدوية مركبة تركيبا كيماويا أو مستخلصا من مواد طبيعية صنعت وحفظت في علب صغيرة ولمدة زمنية محددة.
أما الطبيب الذي يتبنى مفهوم الإسلام ونظرته إلى الإنسان (جسد ، نفس ، روح) يعمل على أنه كائن متكامل من العناصر الثلاثة معا ، قد يكون مرضه نتيجة مشكلة في العمل أو ضمن أسرته ، ممّا يجعلها تنعكس على حالته الصحية آلاما أو تعبا أو إرهاقا أو إحساسا بألم.
تحدّث العالم والطبيب الإسلامي ابن سينا والملقّب بالشيخ الرئيس ، عن الأمراض ، أسبابها وعلاجها ومظاهرها وذكر أن لحصول المرض أسبابا منها ظاهرة ومنها كامنة ، أمّا الأسباب الظاهرة فهي (مادية) مثل : فساد الهواء ، فساد الماء والأبخرة الرديئة ، الأماكن الرطبة ، كثرة السكان ، وقلّة النور ، شدّة الحرارة والبرودة ، فساد الطعام والمستنقعات والحروب وشرب الخمور وارتكاب المعاصي ، وغير ذلك من الأسباب التي تجعل الجسم مستعدا لقبول العدوى.