العين ، وثمانية عشر مرضا من أمراض الجلد ، وواحد وعشرين طريقة لعلاج السعال ، كما تحتوي على سبعماية دواء وثمانماية تركيبة دوائية من أصل نباتي أو معدني أو حيواني ، وفي بردية أخرى قرأ العلماء شروحات لأمراض نسائية دون غيرها من الأمراض.
وفي مصر القديمة ، أنشئت مؤسسات عرفت باسم (بيوت الحياة) لمعالجة المرضى ، كما كانت ممارسة الطب تنتقل من الأب إلى الابن ، وكان الأطباء يشكّلون جزءا من النخبة في المجتمع حيث يجاورون الكهنة والقادة وكانوا يتمتّعون بألقاب مثل : الطبيب ، الرئيس ، الطبيب الرئيس ، طبيب البلاط ، وكان بعض الأطباء يطلق على نفسه اسم الطبيب الساحر أو الطبيب الكاهن.
ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت ، أنّ الأطباء المصريين كانوا من المتخصّصين ، حيث كان طبيب لأمراض العين وآخر للبطن وثالث لأمراض النساء وهكذا .... كان هناك تبادل مستمر بين وادي النيل وبلاد ما بين النهرين.
الطب بين الأسطورة والفلسفة :
قديما في بلاد الإغريق ، كان الاعتقاد أنّ غضب الآلهة يحدث أمراضا انتقاما أو عقابا للإنسان ، وهذا ما قال به معظم فلاسفة الإغريق الطبيعيين ، الذين شكلوا المدارس وأسّسوا المذاهب والنظريات ، ويعزى نشأة الطب إلى أبو قراط (المولود عام ٤٥٠ ق. م وأقام فترة في مصر ومات عن مائة عام) وقيل أنّه استلهم برديات مصر القديمة.
كان الأطباء ومنذ عهد أبو قراط يصنعون الأدوية بأنفسهم وذلك بسحق المواد (نباتية المصدر أو حيوانية أو معدنية) وهرسها ، كما استخدموا الكي والفصد والمسهلات والمقيّئات ، وظلت هذه الوسائل مستخدمة حتى نهاية القرن الثامن عشر للميلاد.
من حكم أبو قراط :
ـ الأمراض التي تنشأ عن الامتلاء تعالج بالتفريغ ، وتلك التي تنشأ عن الخلو تعالج بالامتلاء ، وعموما النقيض بالنقيض.