محلّة عالية بهيّة ، قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمّرون لها ، قال : قولوا : إن شاء الله ، فقال القوم : إن شاء الله».
الريحان : كل نبت طيب الريح ، فكلّ أهل بلد يخصونه بشيء من ذلك : فأهل الغرب يخصونه بالآس ، وهو الذي يعرفه العرب ، من الريحان. وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق.
حرف الزاي
زبيب :
روي فيه حديثان لا يصحّان ، (أحدهما) : «نعم الطعام الزّبيب : يذهب النّصب ، ويشدّ العصب ، ويطفىء الغضب ، ويصفي اللون ، ويصيّب النّكهة» وهذا أيضا لا يصح فيه شيء عن رسول الله (ص).
وبعد : فأجود الزبيب ما كبر جسمه ، وسمن شحمه ولحمه ، ورقّ قشره ، ونزع عجمه ، وصغر حبّه ، وجرم الزبيب حار رطب في الأولى ، وحبه بارد يابس ، وهو كالعنب المتخذ منه : الحلو منه حار والحامض قابض بارد ، والأبيض أشد قبضا من غيره ، وإذا أكل لحمه : وافق قصبة الرئة ، ونفع من السعال ووجع الكلى والمثانة ، ويقوّي ، ويلين البطن.
والحلو اللحم أكثر غذاء من العنب ، وأقلّ غذاء من التين اليابس ، وله قوة منضجة هاضمة ، قابضة محلّلة باعتدال. وهو بالجملة : يقوي المعدة والكبد والطّحال ، نافع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة.
وأعدله : أن يؤكل بغير حبّه ، وهو يغذّي غذاء صالحا ، ولا يسدّد كما يفعل التمر وإذا أكل منه بعجمه : كان أكثر نفعا للمعدة والكبد والطّحال وإذا لصق لحمه على الأطافير المتحركة : أسرع قلعها ، والحلو منه وما لا عجلم له نافع لأصحاب الرطوبات والبلغم ، وهو يخصب الكبد وينفعها بخاصيّته.