فاضلا يسيرا ، سريع التحلل لرقّته ولطافته ، ويولّد حرارة يسيرة في المعدة وريحا ، ولذلك يعين على الباه ، ولا يصلح للمحمومين ، وله خاصيّة عجيبة : إذا أكل بالخبز يمنعه من الفساد في المعدة.
وحامضه بارد يابس ، قابض لطيف ، ينفع المعدة الملتهبة ، ويدر البول أكثر من غيره : من الرمان ، ويسكّن الصّفراء ، ويقطع الإسهال ، ويمنع القيء ، ويلطّف الفضول ، ويطفىء حرارة الكبد ، ويقوّي الأعضاء ، نافع من الخفقان الصفراويّ ، والآلام العارضة للقلب وفم المعدة. ويقوّي المعدة ؛ ويدفع الفضول عنها ، ويطفىء المرّة الصفراء والدم.
وإذا استخرج ماؤه بشحمه ، وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم ، واكتحل به : قطع الصّفرة من العين ، ونقّاها من الرطوبات الغليظة ، وإذا لطخ على اللّثة : نفع من الأكلة العارضة لها ، وإن استخرج ماؤها بشحمها : أطلق البطن ، وأحدر الرطوبات العفنة المرّية ، ونفع من حميات الغب المتطاولة.
وأما الرومان المزّ ، فمتوسط طبعا وفعلا بين النوعين ، وهذا أميل إلى لطافة الحامض قليلا ، وحبّ الرمان مع العسل طلاء للداحس والقروح الخبيثة ، وأقماعه للجراحات ، قالوا : ومن ابتلع ثلاثة من جنبذ الرمان في كل سنة ، أمن الرّمد سنة كلّها.
ريحان :
قال تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ). وقال تعالى : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ).
وفي صحيح مسلم ـ عن النبي (ص) ـ : من عوض عليه ريحان فلا يردّه : فإنه خفيف المحمل ، طيّب الرائحة.
وفي سنن ابن ماجه من حديث أسامة رضي الله عنه ، عن النبي (ص) أنه قال : «ألا مشمّر للجنة ؛ فإن الجنة لا خطر لها. هي ورب الكعبة : نور يتلألأ ، وريحانة تهتزّ ، وقصر مشيد ، ونهر مطّرد ، وتمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في