متعددون ، هذا عملهم. وعند خدمة تلك المكينة نرى الريال / ١٣٠ / يتساقط من أسفلها متواليا (١) بسرعة كما بيناه. وهذا الريال الذي يتساقط ليس فيه حينئذ نقش ولا طابع ، ولا بحرفه شيء. ثم يجمع هذا الذي يتساقط ويوضع في أيدي رجال آخرين يجعلونه في جعبة على قدره ، بل هو أكبر (٢) ويخدم المكينة فيتساقط من أسفلها وقد أخذت من دائرة حرفه شيئا يسيرا ، كأن لا عبرة فيه في رأس العين ، قبل مروره في هذا المكينة. وهذه المكينة تصفي حرفه ، وتتركه متساويا في الوزن ، ثم يجمع ولا شيء فيه من النقش ، ويوضع في وسط زنبيل كبير ، طوله نحو ذراعين ، وقطره نحو نصف ذراع. وفيه ثقب كثيرة ، فإذا ملئ هذا الزنبيل أو قرب ملؤه يسد ويرفع بين حافتي صندوق. ويخدم المكينة فتراه يدور كما يدور الراقد الذي على بئر السانية. إلا أنه أي الزنبيل أسرع دورانا منه ، وبدورانه يدخل إليه ماء من ذلك الماء المملوء به للصندوق ، فترى الماء يضطرب في الزنبيل بين الريال ، وذلك / ١٣١ / الماء مشوب ـ والله أعلم ـ بما تشبب به الفضة ويبيضها ، فيتركه يدور في ذلك الصهريج نحو دقيقة مجانية أو أزيد بقليل ، ثم ينزعه ويفتحه ويفرغه ، فيخرج الريال أبيض فيجف ويمسح ويدفع لصاحب الطابع ، وهو بين يديه مكينة ، وهي دور من حديد كدور السانية ، مرفوع من وسطه على قطعة حديد طويلة مستديرة ، يدير بها وشك محفور فيها ، فيأخذ الريال واحدا بعد واحد ويضعه على طرف من حديد بارز قدامه ، ويحرك المكينة بين دفتي ذلك الدور نازلا يدور كدوران الرحى حتى ينزل ذلك الدور بقوته بطرف القطعة التي في وسطه على الريال ، ويضربه ضربة واحدة ، ثم يحرك المكينة فيصعد الدور مرتفعا ، فيرفع الريال وقد نقش من وجهين ، ثم يأخذ من بين يديه ، ويوضع في جعبة مكينة أخرى على قدر دوره ، ويملأ تلك الجعبة ريالا ، ويحرك المكينة فيأخذ يتساقط من أسفلها واحدا بعد / ١٣١٢ / بعد واحد وكلما سقط واحد
__________________
(١) بدل طرق ضرب السكة العتيقة التي تشكل عائقا ، في صنع الكميات الكافية ، مما يعطل حاجة السوق من كمية النقود المطلوبة. (مشكلة النقود ومحاولات الإصلاح في مغرب القرن التاسع عشر ، أفا عمر الرباط ، كلية الآداب ، سنة ١٩٨٥ م).
(٢) بياض بقدر كلمتين.