والصغر ، فتدوران عليها فتخرج من تحتها بل من بينهما أطول مما كانت وأرق. ثم يمرونها تحت التي هي أضيق منها ، وهكذا حتى تصير هذه البارة في طولها ثلاثين خطوة ، وعند خروجها من القالب الأخير والذي قبله تصير وترتفع وتنحدر كما يشاهد في قضبان الحلواء عند خدمتها ، ثم يخرجونها من المزرة الأخيرة وينصبونها فوق جريرات من حديد مدفون جلها في الأرض ، وهي على سمت واحد لتبقى مستقيمة ليس فيها اعوجاج ، فيأتي رجل آخر بمنشار رحوي ويأخذ من طرفيها القدر الزائد ، ثم يقسمها نصفين به.
ورأينا أناسا آخرين يصنعون الرويضات التي تنصب فوقها كروصات البابور ، وذلك أنهم يأتون بتلك القطعة من الحديد المفروغة لأجلها ، بعدما يخرجونها ويضعونها فوق مزبرة كمزبرة الحداد ، مربعة نحو ذراع ونصف طولا وعرضا ، وفوقها قطعة من حديد مربعة ، وزنها كما قيل مائة قنطار ، ورجل واقف يحرك يدا من حديد قربها ، فتصير هذه القطعة ترتفع وتنزل بجهد عظيم على التي نصبت تحتها ، حتى تصير مستديرة منبسطة ، فيضعون في وسطها مثقبا مستديرا قطره نحو ثلث ذراع ، فتنزل عليه تلك القطعة ثلاث مرات ، فيقوص جله في القطعة أسفله ، فينزعون ويقلبون تلك القطعة ، وينصبون المثقب في وسطها /١٩٦/ وتنزل عليه مرتين ، وينزعونه فتنفذ الثقبة في تلك الرويضة ، فيذهبون بها لمكينة أخرى فيها يد من حديد خارجة ، يدخلونها في فرجة الرويضة وتدور عليها فتنبسط تلك الفرجة ، ولا تزال كذلك حتى يصير في قطر دائرة الرويضة نحو ذراع ونصف ، وفي غلظ حرف الرويضة نحو أربعة أصابع ، وتخرج بحرفها ناتئا فيها الذي يحدها عند دوراتها على حرف بارات طريق الحديد ، فعند ذلك يخرجونها ويضعونها على أرض منبسطة ، ويرقمون فيها الحروف التي يطلب الأجناس وضعها عليها. ومن جملة ذلك وجدنا رويضات كثيرة موضوعة قد فرغت في ذلك اليوم ، ورقم عليها طابع حروف أنجلترا ، فذكر أنهم يخدمونها له ويعملونها له بعلامته كما يطلب. وقال لنا كبير (١) الدار الذي يطوف معنا انظروا فإننا نخدم
__________________
(١) كانت الصحافة البلجيكية تتتبع تحركات السفارة المغربية وتنقل أخبارها إلى الجمهور. «السيدSa ـ doine ، شكر الزبيدي على الزيارة وطلب منه أن يخبر جلالة إمبراطور المغرب ، أنه يرحب-