قيام الحرب ، وقد علق الزبيدي عن مهمته هذه في كناشة توجد عند نجله الحاج أحمد الزبيدي.
يقول «ولما وصلت (١) لطنجة وجدت سفير الإصبنيول ركب البحر في مركبه ، وأن النائب محمد الخطيب قد سلم المطالب الأربعة التي كان يطلب الإصبنيول التي وجهنا سيدنا أيده الله لأجلها ، وظهر لي من المصلحة موافقة الخطيب عليها ، ثم إن النائب الإصبنيولي بعد دخوله لطنجة أمر جميع من هو من جنسه مغادرة طنجة والركوب حالا في البحر ، وأعلن الحرب من غير مفاوضة ... خلافا لبعض المؤرخين كالناصري في «الاستقصا» ، وابن زيدان في «الإتحاف».
وقد تنبه الزبيدي أن الجيش المخزني المتواجد بتطوان بقيادة مولاي العباس كان قليل العدد والعدة «... وقد أعلمت الوزير بعدد العسكر الذي أنزل العدو بسبتة حسبما وصلني تفاصيله من جبل طارق وقدره ستون ألفا ، وطلب منه التعجيل بتوجيه عدد وافر من المقاتلين واستنفار القبائل والتعجيل ...» (٢).
وبعد هزيمة حرب تطوان عين «... أمينا لاختيار الكنانيش ومراقبة الحسابات التي ترد الحضرة العالية من قبل أمناء المراسي ...» (٣).
بعد تولية السلطان الحسن الأول الحكم عين الزبيدي على رأس مصلحة تقوم بتخليص القوائم الواردة من المراسي وغيرها وتسجيلها بالدفاتر المعدة لها في إطار إصلاح هياكل الدولة المغربية ، بعدها مباشرة اختاره سفيرا رغم كبر سنه لأربعة دول أوربية ، وقدمه لعظماء هذه الدول «... وقد اخترناه من أحظى خدام داخلية عتبتنا العزيزة وكبراء حاشيتنا حيث اقتضت خدمته ونصيحته تمييزه لما عرف به من السبقية
__________________
(١) تاريخ تطوان ، محمد داوود ، الجزء ١٠ : ٧٧.
(٢) كناشة الزبيدي توجد عند نجله الحاج أحمد الزبيدي المتوفى عام ١٩٦٣ م. تاريخ تطوان ، محمد داود ، ج ١٠ : ٧٧.
(٣) مجالس الانبساط ، دينية : ٢١٣.