الطازجة ...» ، ونفس المشكل البروتوكولي يتكرر في إيطاليا «... ثم أخذوا يأتون بأطعمتهم على عادتهم ، فما تناولنا منها إلا الخبز والزبدة وأنواع الحلواء ، وكانوا يعرضون علينا أنوع الطعام التي يطوفون بها عليهم ، فكنا نشير إليهم بالامتناع منها فيعرضونها على غيرنا ...» ، غير أن الأمير الإيطالي تنبه إلى ذلك واعتذر لهم عن هذا التقصير «... ذكر أنه رآنا لم نأكل شيئا من طعامهم في تلك الوليمة ، وألمه ذلك غاية ، لكنه سره عدم أكلنا منه من جهة محافظتنا على شرعنا ...». هذه المواقف دفعت الأوربيين إلى البحث عن أسباب هذا الامتناع. لهذا نشرت الصحافة البلجيكية تقريرا مفصلا عن نمط عيش المغاربة داخل إحدى فنادقهم ببروكسيل.«.. (١) .. المطبخ (المغربي) به آلات الطبخ Goudin وتنكات مغربية في منتهى الغرابة ... إن وجباتهم تتكون من لحم الخروف ، والأرز ، والشاي والحلويات ، والجزار بعد توجيه دعواته للنبي ، على السنة المحمدية يبدأ في ذبح وسلخ الخرفان الذكور والدجاج في البهو الخلفي ، ولا يأكل اللحم إلا مرة واحدة في اليوم ، لا خمرة على الطاولة ، شاي ، شاي دائما ...» ، وفي إطار الفضول الصحفي كذلك استطاع أحد الصحفيين الإيطاليين الدخول إلى (٢) مقر إقامة السفارة المغربية صحبة الترجمان Bo ـ sio وكتب التقرير التالي في جريدته (٣) La.Lombardia «... ضيوفنا الأعزاء لا يأكلون لحم الخنزير ولا مشتقاته ، كل ما يطبخ في المطابخ الأجنبية غير المسلمة ، وهم يكتفون بأكل اللحوم المذبوحة ، حيث يوجه الشاة إلى القبلة أي مكان قبر الرسول ،
__________________
(١) |
G. D. B. R. A. LER) M. A. E. R. B. (Arch; Hist, DiP, J 18 / 479 )Bruxelles( |
(٢) كانت للسفارة المغربية استقلاليتها من حيث تحضير الطعام كما يقول الجعيدي «... وأصحابنا الذين في المطبخة يذبحون كل يوم شاة من الضأن ويوتى لهم بالدجاج كل يوم والحوت ، وما يحتاجونه من الإدام ، ويوتى لنا في كل صباح بالقهوة والحليب والزبدة وغير ذلك من الأشربة ، كشراب اللوز وشراب أحمر قان يضاف مع الماء بنحو الثلثين منه والثلث من الماء ...».
(٣) |
BIB ,COM.DI Milano (La lombardia). |