ويذبح وينتظر حتى تسيل دماؤها وتسلخ وتقدم مطبوخة ، وهذه الطريقة صعبة ولكنها صحية ...».
كما كانت للجعيدي التفاتة أخرى تخص المستوى الرفيع للوجبات الغنية والشهية التي كانت تقدم في إحدى السجون الأنجليزية التي زارها بلندن «... وفيه مطبخة كبيرة يطبخ فيها للمساجين من أزكى الطعام ، وجدنا فيها أكوابا ممتلئة حريرة جامدة ، رفع منها صاحب المطبخة مغرفتين كبيرتين في زلافة ، وقطع من خبزة طرفا نحو نصف رطل ميزانا ، وقطعة لحم نحو أوقيتين أو أقل مع إدام يسير ، وقال الترجمان هذا ما يطعم للمساجين كل يوم ...» في إطار إعجابه بنظام السجون الجديد الذي يهدف الإصلاح والتأهيل بواسطة أساليب التربية والتهذيب مثل عقوبة العمل في الأعمال الزراعية والصناعية بدل تعذيب المحكوم عليه «.... حتى قيل لهم من ضاقت عليه المعيشة منهم فيدخل لهذا السجن فلعله يجده أفضل من محله ، فانبسطوا لذلك ...». إن الحديث عن العمران والمنشآت العمومية والاجتماعية وما يستنبط منه يحتاج إلى المزيد من التحليل والدراسة ليزودنا ولا شك بالكثير من المعلومات والإيضاحات ، لأن وصفه للمجتمع الآخر هو تعبير عن مجتمع الرحالة وتعريف له بالسلب المنطقي ، حيث لا يسجل الرحالة في رحلته إلا الأشياء التي يفتقدها في مجتمعه الأصلي ، ليصل في النهاية إلى تحديد مجتمعه.
المرأة
الحديث عن المرأة في الرحلة السفارية ، كما هو الشأن بالنسبة لبقية القضايا الأخرى هو نتيجة انطباعات أولية ، ووصف لمظاهر خارجية لم يكن الوقت من النفوذ لبواطينها.
ولا ريب أن إسهام المرأة الأوربية في الحياة العامة اقتضى تحررها من تقاليد المجتمع القديم ، وتغيير المقاييس الأخلاقية تبعا لذلك.
ورحلة الجعيدي عموما إشارات إلى مساهمة المرأة الأوربية إلى جانب الرجل في العمل داخل الأوراش والفابريكات «... ثم أوتي بنا إلى محل آخر فيه خلق كثير