العتيقة التي كانت متبعة في المغرب ، وبكميات كافية لسد حاجيات السوق المغربية.
دار ضرب السكة بباريس
بالفعل كفلت سفارة الزبيدي بدراسة موضوع إمكانية إعادة ضرب السكة المغربية بإحدى الدول الأوربية ، وتنفيذا لرغبة السلطان زارت السفارة المغربية بنك فرنسا ودار ضرب السكة بباريس ، كما جاء في «رحلة الجعيدي» الذي سجل لنا تفاصيل هذه الزيارة الاستطلاعية انطلاقا مما شاهدوه في معرض النقود القديمة التي كانت سائدة عند الكثير من الدول بما فيها (١) المغرب ، ثم تناول كيفية ضرب النقود المعدنية الفرنسية من الفضة والنحاس بواسطة آلات ميكانيكية انطلاقا من تذويب المعدن إلى أن يصبح قطعة نقدية جاهزة ، «... فيخرج عنده وقد رقم في حرفه ما يرقم في حرف الريال من حروفهم ..» ، وقد أبدى الجعيدي إعجابا كبيرا بذلك «... مكينة أخرى يرت منا الأذهان وصار كل منا كالحيران الولهان ، وهي في غاية اللطافة والظرافة والنظافة ...».
مما لا شك فيه أن الزبيدي الذي كان يراسل الحاجب السلطاني باستمرار ليطلعه على نشاطه هناك ، قد أبلغه بالأهمية التقنية التي كانت تتوفر عليها دار ضرب السكة بباريس.
__________________
(١) «... ووجدنا في بعضها ريالات ثلاثة من الريال ذي شعب أربع المسمى عندنا بالريال المقنت ، من سكة مولانا السلطان سيدي محمد بن عبد الله ...».