تَخَفْ) منها (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَ) عندي (الْمُرْسَلُونَ) (١٠) من حية وغيرها (إِلَّا) لكن (مَنْ ظَلَمَ) نفسه (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً) أتاه (بَعْدَ سُوءٍ) أي تاب (فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١) أقبل التوبة وأغفر له (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) طوق القميص (تَخْرُجْ) خلاف لونها من الأدمة (بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) برص لها شعاع يغشى البصر آية (فِي تِسْعِ آياتٍ) مرسلا بها (إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (١٢) (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) أي مضيئة واضحة (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١٣) بين ظاهر (وَجَحَدُوا بِها) أي لم يقروا (وَ) قد (اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) أي تيقنوا أنها من عند الله (ظُلْماً وَعُلُوًّا) تكبرا عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد (فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (١٤) التي علمتها من إهلاكهم (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ) ابنه (عِلْماً) بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك (وَقالا) شكرا لله (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا)
____________________________________
في كمه ، لأنه كان عليه مدرعة قصيرة من صوف لا كم لها ، وقيل : لها كم قصيرة. قوله : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ) جواب لقوله : (أَدْخِلْ) قوله : (لها شعاع) أي لمعان وإشراق. قوله : (آية) أشار بذلك إلى أن (فِي تِسْعِ آياتٍ) في محل نصب متعلق بمحذوف حال أخرى من ضمير (تَخْرُجْ) ، وقد صرح بهذا المحذوف في سورة طه حيث قال هناك : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى) ، فالمعنى هنا حال كونها آية مندرجة في جملة الآيات التسع.
قوله : (إِلى فِرْعَوْنَ) متعلق بما قدره المفسر ، وقوله : (إِنَّهُمْ كانُوا) الخ ، تعليل لذلك المقدر. قوله : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا) أي جاءهم موسى بها ، وقوله : (مُبْصِرَةً) اسم فاعل والمراد به المفعول ، أطلق اسم الفاعل على المفعول ، إشعارا بأنها لفرط وضوحها وإناراتها كأنها تبصر نفسها. قوله : (أي مضيئة) أي إضاءة معنوية في جميعها ، وحسية في بعضها وهو اليد. قوله : (قالُوا هذا) أي ما نشاهده من الخوارق التي أتى بها موسى. قوله : (وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) حال من الواو في (جَحَدُوا) ولذا قدر فيه (قد). قوله : (أي تيقنوا) الخ ، أشار به إلى أن السين زائدة. قوله : (راجع إلى الجحد) أي على أنه علة له. قوله : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ كَيْفَ) خبر مقدم لكان ، و (عاقِبَةُ) اسمها مؤخر ، والجملة في محل نصب على إسقاط الخافض. قوله : (من إهلاكهم) أي بالإغراق على الوجه الهائل الذي هو عبرة للعالمين.
قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ) هو بالمد بمعنى أعطينا ، وهو شروع في ذكر القصة الثانية ، وكان لداود تسعة عشر ولدا أجلهم سليمان ، وعاش داود مائة سنة ، وسليمان ابنه نيفا وخمسين سنة ، وبين داود وموسى خمسمائة سنة وتسع وستون سنة ، وبين سليمان ومحمد صلىاللهعليهوسلم ألف وسبعمائة سنة. قوله : (بالقضاء بين الناس) أي وهو علم الشرائع. قوله : (ومنطق الطير) أي تصويته. قوله : (وغير ذلك) أي كتسبيح الجبال.
قوله : (وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ) أي شكر كل منهما ربه على ما أنعم عليه به. قوله : (الَّذِي فَضَّلَنا) أي أعطانا هذا الفضل العظيم. قوله : (وتسخير الجن والإنس) الخ ، ظاهره أن هذا كان لكل من داود