إلها آخر وأنه رسوله (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ) أرض مصر (بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ) (٣٩) بالبناء للفاعل والمفعول (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ) طرحناهم (فِي الْيَمِ) البحر المالح فغرقوا (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) (٤٠) حين صاروا إلى الهلاك (وَجَعَلْناهُمْ) في الدنيا (أَئِمَّةً) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء : رؤساء في الشرك (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) بدعائهم إلى الشرك (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (٤١) بدفع العذاب عنهم (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً) خزيا (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) (٤٢) المبعدين (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) التوراة (مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى) قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم (بَصائِرَ لِلنَّاسِ) حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب (وَهُدىً) من الضلالة لمن عمل به (وَرَحْمَةً) لمن آمن به (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٤٣) يتعظون بما فيه من المواعظ (وَما كُنْتَ) يا محمد
____________________________________
ارتقى فرعون فوقه ، وأمر بنشابة فضربها نحو السماء ، فردت إليه وهي ملطخة دما فقال : قد قتلت إله موسى ، وكان فرعون يصعد هذا الصرح راكبا على البراذين ، فبعث الله جبريل عليهالسلام عند غروب الشمس ، فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع ، قطعة وقعت على عسكر فرعون فقتلت منهم ألف ألف ، وقطعة وقعت في البحر ، وقطعة وقعت في المغرب ، ولم يبق أحد عمل في الصرح عملا إلا هلك. قوله : (لَعَلِّي أَطَّلِعُ) كأنه من قبحه توهم أن إله موسى في السماء يمكن الرقي إليه. قوله : (وأنه رسوله) أي أن موسى رسول الإله.
قوله : (وَاسْتَكْبَرَ) أي تكبر. قوله : (فِي الْأَرْضِ) أي أرض مصر. قوله : (بالبناء للفاعل والمفعول) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (فَأَخَذْناهُ) أي عقب تكبره وعناده. قوله : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ليخبر به المشركين ، فيرجعوا عن كفرهم وعنادهم. قوله : (وإبدال الثانية ياء) أي فهما قراءتان سبعيتان ، لكن قراءة الإبدال من طريق الطيبة لا من طريق الشاطبية. قوله : (بدعائهم إلى الشرك) أي المؤدي للنار. قوله : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) أي المطرودين أو الموسومين بعلامة منكرة ، كزرقة العيون وسواد الوجه.
قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) إخبار من الله لقريش بامتنانه على بني إسرائيل ، حين أهلك الأمم الماضية ، لما عاندوا وكذبوا رسلهم ، وساروا في زمن فترة بإنزال التوراة ليتعبدوا بها ، والمقصود من ذلك تعداد النعم على هذه الأمة المحمدية ، والمعنى كما أنزل على موسى التوراة وقومه في فترة وجهل ، أنزل على محمد القرآن وقومه في فترة وجهل ليهتدوا به. قوله : (وعاد وثمود) عطف على (قوم نوح) ولم ينونه لأنه علم على القبيلة ، وهو بهذا الاعتبار ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. قوله : (وغيرهم) أي كفرعون. قوله : (حال من الكتاب) أي إما على حذف مضاف أي ذا بصائر ، أو مبالغة على حد ما قيل في زيد عدل ، وكذا يقال في قوله : (هُدىً وَرَحْمَةً). قوله : (أي أنوارا للقلوب) أي تبصر به القلوب ، كما أن إنسان العين تبصر به العين. قوله : (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) أي فالعاقل إذا علم أن كتاب الله ، من