تصحيح العبادة بإنشاء سنخ الوجوب :
قال المحقّق العراقيّ قدسسره في المقالات : لو اريد من إنشاء الأمر سنخ من الوجوب الموجود في ضمن الفردين الطوليّين بملاحظة دخل قيام أحد الفردين بموضوعه وهو الذات في تحقّق موضوع الآخر وهو دعوة الأمر به فلا ضير حينئذ في أخذ مثل هذا القيد في حيّز شخص هذا الخطاب المشتمل على شخص هذا الإنشاء وإنّما المحذور كلّ المحذور في المقام وفي باب الإخبار مع الواسطة في صورة إرادة شخص الوجوب أو الإرادة من مثل هذا الإنشاء أو السنخ المتحقّق في ضمن أفراد عرفيّة وهذا الذي أوقعهم في المقام وفي الإخبار مع الواسطة في حيص وبيص وإلّا فلو دقّقوا النظر وفتحوا البصر في المقامين وجعلوهما من وادي إنشاء سنخ الحكم الموجود في ضمن أفراد طوليّة لما يرد عليهم محذور ولا محتاجين في المقام بناء على شرعيّة قيد دعوة الأمر إلى تعدّد خطاب وتكرار إنشاء وجوب بل للمولى أن ينشأ وجوبا متعلّقا بالذات عن دعوة مفاد أمره من الوجوب. (١)
وتوضيح ذلك كما في بدائع الأفكار : أنّ الإرادات التشريعيّة عرضيّة كانت أم طوليّة كما يمكن إظهارها وإبرازها بإنشاءات متعدّدة مثل أن يقول أكرم زيدا وأكرم عمروا وأدخل السوق واشتر اللحم كذلك يمكن إظهارها بإنشاء واحد مثل أن يقول في الأحكام العرضيّة أكرم العلماء وأكرم العالم وأحلّ الله البيع وفي الأحكام الطوليّة صلّ مع الطهارة والإرادات الطوليّة تارة تكون طوليّة باعتبار كون متعلّقاتها طوليّة كما في المثال المتقدّم واخرى باعتبار كونها بأنفسها طوليّة كما في مثل قوله : صدّق العادل.
حيث إنّ هذا الخطاب لا يتوجّه إلى المكلّف إلّا عند تحقّق موضوعه الذي له
__________________
(١) المقالات ١ / ٧٧.