لفظ «الطلب» هو الفعل وهو التصدّي نحو تحصيل شيء.
والأوّل من مقولة الكيف النفسانيّ على المشهور.
والثاني من مقولة الفعل فلا يمكن اتّحادهما.
قال في المحاضرات : إنّ الإرادة بواقعها الموضوعيّ من الصفات النفسانيّة ومن مقولة الكيف القائم بالنفس وأمّا الطلب فقد سبق أنّه من الأفعال الاختياريّة الصادرة عن الإنسان بالإرادة والاختيار ، حيث أنّه عبارة عن التصدّي نحو تحصيل شيء في الخارج ومن هنا لا يقال : طالب الضالّة أو طالب العلم إلّا لمن تصدّى خارجا لتحصيلهما. وأمّا من اشتاق إليهما فحسب وأراد فلا يصدق عليه ذلك ولذا لا يقال : طالب المال أو طالب الدنيا لمن اشتاق وأرادهما في افق النفس ما لم يظهر في الخارج بقول أو فعل.
إلى أن قال : ولا فرق في ذلك بين أن يكون الطلب متعلّقا بفعل نفس الإنسان وعنوانا له كطالب الضالّة وطالب العلم وما شاكلها ، وأن يكون متعلّقا بفعل غيره. وعلى كلا التقديرين فلا يصدق على مجرّد الإرادة وقد تحصّل من ذلك أنّ الطلب مباين للإرادة مفهوما ومصداقا. انتهى. (١)
ولا فرق فيما ذكر بين المشتقّات الاسميّة والفعليّة في التبادر المذكور لوحدة معنى الإرادة في : أراد أو يريد أو مريد ومعنى الطلب في طلب ويطلب وطالب.
وممّا ذكر يظهر ما في نهاية النهاية حيث قال : الصحيح أن يقال : إنّه يختلف ذلك حسب المتفاهم العرفيّ باختلاف مشتقّاته فمثل طالب ومطلوب ظاهر في معنى الإرادة ومثل طلب ويطلب ظاهر في معنى الأمر والبعث الخارجيّ وذلك يكشف عن أنّ معنى المادّة هو تلك الصفة النفسانيّة وظهورها في خلافها في بعض الهيئات
__________________
(١) المحاضرات ٢ / ١٦.