من سعد في بطن أمّه .. الحديث. (١)
أو عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة فمن كان له في الجاهليّة أصل فله في الاسلام أصل. (٢)
وغير ذلك من أخبار الطينة محمول على ما لا ينافي الاختيار كالحمل على بيان اختلاف الاستعدادات والقابليّات التي تكون لكلّ فرد من جهة الآباء والامّهات ومحيط قومه وعشيرته فإنّ أمثال هذه الاختلافات لا توجب سلب التمكّن والقدرة منه لتحصيل الكمالات وإلّا فلا يساعد مع اصول المذهب من عدله سبحانه وتعالى كما يشير إليه ما في التوحيد للشيخ الصدوق قدسسره بسنده عن محمّد بن أبى عمير سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام عن معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الشقيّ من شقي في بطن أمّه والسعيد من سعد في بطن أمّه ، فقال : الشقيّ من علم الله وهو في بطن أمّه أنّه سيعمل أعمال الأشقياء والسعيد من علم الله وهو في بطن أمّه أنّه سيعمل أعمال السعداء.
قلت له : فما معنى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له. فقال : إنّ الله (عزوجل) خلق الجنّ والإنس ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه وذلك قوله (عزوجل) وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون فيسّر كلا لما خلق له فالويل لمن استحبّ العمى على الهدى. (٣)
قال المحقّق الشعرانيّ في ذيل أخبار الطينة المرويّة في اصول الكافي : مضامينها مخالفة لاصول المذهب وللروايات الآتية في الباب الرابع أعني باب «فطرة الخلق على التوحيد» ، وذلك لأنّ من اصول مذهبنا العدل واللطف وأن لم يخلق بعض الناس
__________________
(١) توحيد الصدوق / ٣٥٦.
(٢) الروضة من الكافي / ١٧٧.
(٣) توحيد الصدوق / ٣٥٦.