الإذعان حينئذ هو عقد القلب على الوقوع جعلا على نحو ما يكون القاطع معتقدا وهو الذي يعبّر عنه بالتجزّم.
اجيب عنه بأنّ النسبة التي دلّت الجملة عليها ليست شيئا آخر وراء العلم إذ النسبة المتصوّرة بين المحمول والموضوع أعني هذا ذاك في الخارج تقوّم بالنفس لا بنفسها بل بصورتها فهي كالمعلومات الأخر من حيث أنّ قيامها قيام علميّ لا كقيام العلم.
والذي يجب على الأشعريّ هو إثبات قيام شيء بالنفس بنفسه على حدّ قيام العلم والإرادة لا على حدّ قيام المعلوم والمراد ، فإنّ هذا القيام لا يوجب صفة اخرى بالنفس حتّى ينفع في إثبات الكلام القائم بذاته تعالى وراء علمه وسائر صفاته العليا.
فالخبر هو الكلام اللفظيّ ومدلوله هو النسبة أعني «هذا ذاك» وهي كما عرفت هو العلم الانفعاليّ وثبوت شيء لشيء والنسبة المذكورة غير شئونها من الإقرار والإذعان فإنّ شئونها من باب علم فعليّ قائم بالنفس قياما صدوريّا والنسبة من باب ثبوت شيء لشيء والانكشاف والعلم الانفعاليّ ومدلول الكلام هو النسبة التي تكون متعلّقة للإقرار والإذعان والجزم والتجزّم لا نفس الإقرار والإذعان والجزم والتجزّم إذ مدلوليّة الوجود الحقيقيّ من دون وساطة وجه وعنوان أمر غير معقول ودعوى إمكان التخلّص عنه بدلالة الكلام اللفظيّ على نفس المفهوم وذاته لا بما أنّه موجود خروج عن فرض الأشعريّ فإنّه قائل بدلالة الكلام اللفظيّ على نفس الحكم والإقرار والإذعان بوجودها التكوينيّ من دون وساطة مفهوم وهو أمر غير معقول.
الثاني : إنّه ممّا يدلّ على أنّ الطلب النفسيّ أمر وراء الإرادة هي نفس الأوامر الامتحانيّة لأنّها لا توجد بدون السبب والمفروض عدم الإرادة فيها فلا بدّ من وجود صفة اخرى لتكون هي الباعثة إليها وهذه الصفة تسمّى بالطلب النفسيّ فإذا ثبت ذلك في الأوامر الامتحانيّة ثبت في غيرها بعدم القول بالفصل.