أفراد المادة ، ويكون الاستيعاب مدلولا للام بما هو معنى حرفى ونسبة استيعابية قائمة بين المستوعب ( بالكسر ) وهو مدلول هيئة الجمع ، والمستوعب ( بالفتح ) وهو مدلول مادة الجمع.
وأما الأمر الثانى ، فاثبات اقتضاء اللام الداخلة على الجميع للعموم يتوقف على إحدى دعويين :
إما أن يدعى وضعها للعموم ابتداء ، وحيث ان اللام الداخلة على المفرد لا تدل على العموم ، فلابد أن يكون المدعى وضع اللام الداخلة على الجمع بالخصوص لذلك.
وإما أن يدعى انها تدل على معنى واحد فى موارد دخولها على المفرد وعلى الجمع ، وهو التعين فى المدخول ، على ما تقدم فى معنى اللام الداخلة على اسم الجنس فى الحلقة السابقة (١).
فاذا كان مدخولها اسم الجنس ، كفى فى التعين المدلول عليه باللام ، تعين الجنس الذى هو نحو تعين ذهنى للطبيعة ، كما تقدم فى محله.
واذا كان مدخولها الجمع ، فلابد من فرض التعين فى الجمع ، ولا يكفى التعين الذهنى للطبيعة المدلولة لمادة الجمع. وتعين الجمع بما هو جمع ، انما يكون بتحدد الافراد الداخلة فيه ، وهذا التحدد لا يحصل إلا مع ارادة المرتبة الاخيرة من الجمع المساوقة للعموم ، لأن أى مرتبة اخرى ، لا يتميز فيها من ناحية اللفظ الفرد الداخل عن الخارج.
ـــــــــــــــ
(١) راجع : ج ١ ص ٢٣٩.