الظانين خلافته من بعده ، وازالة الشبهة عنهم في حياته (١). الى آخر ما قاله هناك.
ولا يخفى ما فيهما من التدافع والتنافي ، فإن ذاك يدل على أنه مات بمحضر من أبيه عليهالسلام ، وهذا يدل على أنه مات بالعريض ، ولم يكن أبوه هناك حاضرا عنده ، بل كان بالمدينة بقوله « وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة » وقوله « وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء » الخبر ، ودون التوفيق بينهما خرط القتاد ، فلا بد من ترجيح أحدهما على الأخر أو طرحه.
فنقول : هذا الخبر وان كان مجهول السند ، باهمالهم محمد بن شعيب ، حيث ذكروه من غير مدح فيه ولا قدح ، الا أن له مؤيدات ترجحه على ما في كشف الغمة.
منها : أنه معمول به عند الأصحاب ، حيث قالوا في كتبهم الفقهية : ويستحب كتابة اسم الميت على الكفن ، وانه يشهد الشهادتين وأسماء الأئمة عليهمالسلام ، وما لهم بذلك من مستند سوى ما سبق من الخبر ، كما اعترفوا به.
قال في المدارك بعد نقل قول المصنف « ويكتب على الحبرة والقميص والإزار والجريدتين اسمه ، وأنه يشهدا الشهادتين ، وان ذكر الأئمة عليهمالسلام وعددهم الى آخرهم كان حسنا ، ويكون ذلك بتربة الحسين عليهالسلام ، فان لم يوجد فبالإصبع » :
الأصل في هذه المسألة ما رواه أبو كهمس ، ونقل الحديث كما سبق.
ثم قال : وزاد الأصحاب في المكتوب والمكتوب عليه ، ولا بأس به ، وان كان الاقتصار على ما ورد به النقل أولى.
وذكر المصنف رحمهالله هنا أن الكتابة تكون من تربة الحسين عليهالسلام ، فان لم يوجد فبالإصبع.
__________________
(١) كشف الغمة ٢ / ١٨٠.