موضع بدنك قدر لبنة ، فلا بأس (١).
وجه الدلالة أنه عليهالسلام علق نفي البأس على الارتفاع بقدر لبنة ، فيثبت مع انتفاء الشرط ، وهو حجة ، لكن يمكن المناقشة في سند الرواية ، بأن من جملة رجالها النهدي ، وهو مشترك بين جماعة منهم من لم يثبت توثيقه ، مع أن عبد الله بن سنان روى في الصحيح ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن موضع جبهة الساجد أيكون أرفع من مكان مقامه؟ قال : لا ولكن يكون مستويا. ومقتضاها المنع من الارتفاع مطلقا ، وتقييدها بالرواية الاولى مشكل (٢).
أقول : النهدي مشترك بين هيثم بن أبي مسروق ، ومحمد بن أحمد بن خاقان وداود بن محمد. والاول فاضل كما صرح به الكشي في ترجمة عبد الله النهدي أبي مسروق أبيه (٣).
وقال النجاشي : هيثم بن أبي مسروق كوفي قريب الامر ، له كتاب النوادر قال ابن بطة : حدثنا محمد بن علي بن محبوب عنه (٤).
وقد عد بعضهم كل واحد من هذين الوصفين ، وهما الفاضل وقريب الامر من ألفاظ التعديل ، فاذا اجتمعا معا في واحد من اثنين من أئمة الرجال ، يغلب به الظن على تعديله ، خلافا للشهيد الثاني رحمهماالله في دراية الحديث ، فانه جعل فيه كلا منهما أعم منه.
ثم قال نعم كل واحد منهما يفيد المدح ، فيلحق حديث المتصف به بالحسن ولعل نظر العلامة الى الاول ، حيث أنه حكم بصحة طريق هو فيه.
__________________
(١) تهذيب الاحكام ٢ / ٣١٣.
(٢) مدارك الاحكام ٣ / ٤٠٧.
(٣) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٦٧٠.
(٤) رجال النجاشي ص ٤٣٧.