بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي جعل لباس الذهب زينة لنا في الدار الآخرة ، وحرم علينا في هذه الحياة الدنيا ، لحكمة (١) هي علينا ساترة (٢) ، وذلك على لسان نبيه وآله عليهم منا صلوات وافرة.
وبعد : فقد سألني بعض اخواني في الدين ، ورفقائي في الطريق اليقين ، وفقه لما يحب ويرضى ، عن جواز لبس الذهب واللباس المذهب والصلاة فيه وعدمه ، فأجبته بما حضرني وقت السؤال.
فالتمس مني الإشارة الى مأخذ الحكم ومدركه ، وما عليه أصحابنا في المقامين :
__________________
(١) يمكن أن يقال : ان الحكمة في تحريمه أمران : داخلى وخارجى ، لانه يورث الفخر والخيلاء وكسر قلوب الفقراء ، وتلتذ به النفس ، فتغتر بزخارف الدنيا وحطامها ، فتغفل باشتغالها بتحصيله وجمعه وترتيبه عن المبدإ والمعاد ، فتحسر يوم يناد المناد والأظهر أنه تعبد وامتحن الله به العباد « منه ».
(٢) الساترة هنا بمعنى المستورة ، كما فى قولهم المقدمة الفائتة فانها بمعنى المفوتة « منه ».