دلالة على خصوصيته ، وكأنهما كانا في مجلس السماع من الامام عليهالسلام فدل على توثيقهما واعتبار الرواية بهما ، إذا لم يوجد في الطريق من يطعن فيه ، كما لا يخفى (١) انتهى كلامه رفع مقامه.
وهذا منه رحمهالله إشارة الى ما رواه الكشي رحمهالله في ترجمة جعفر بن خلف من أصحاب أبي الحسن موسى عليهالسلام ، عن جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن خلف ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : سعد امرء لم يمت حتى يرى منه خلفا ، وقد أراني الله من ابني هذا خلفا ، وأشار إليه يعني الرضا عليهالسلام. وفيه دلالة على خصوصيته (٢) ، انتهى كلام الكشي رحمهالله.
قال الفاضل المذكور في حاشيته المتعلقة بقوله « وفيه دلالة على خصوصيته » هذا كلام الشيخ الجليل الكشي رحمهالله في مقام الاستدلال على اعتبار الراوي ، وليس له حكم الشهادة على النفس ، فان المضمون مما لا ريب فيه ، فإنه نقله غيره بطريق آخر ، كما نقل في موسى بن بكر الواسطي مبسوطا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام (٣) الى هنا كلامه رفع في عليين مقامه.
ومما نقلناه ظهر أن موسى هذا وان كان واقفيا ، الا أنه من خاصة الكاظم عليهالسلام وبطانته وثقاته المعتبرين عنده ، وكان في خدمته عليهالسلام كثيرا ، كما يظهر من ترجمة المفضل بن عمر.
ومما رواه الكشي بإسناده الصحيح الى محمد بن سنان ، وهو أيضا صحيح ، كما فصلناه في بعض رسائلنا ، عن موسى بن بكر الواسطي ، قال : أرسل الي أبو الحسن عليهالسلام فأتيته ، فقال لي : ما أراك مصفرا؟ وقال لي : ألم آمرك بأكل اللحم؟
__________________
(١) مجمع الرجال ٦ / ١٥١.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٧٤ ، ح ٩٠٥.
(٣) مجمع الرجال ٢ / ٢٧.