سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام (١).
والثاني : ما رواه في هذا الباب أيضا بعد هذا السند بفاصلة خبرين آخرين بسند ذكرناه آنفا (٢).
والشهيد الثاني قدسسره لما غفل عن هذا وكان نظره على الأول ، قال في شرح الشرائع في مقام القدح في هذا الخبر : وفي طريقه سهل بن زياد ، وهو فاسد المذهب. وعبد الكريم بن عمرو وهو واقفي ، وأبو بصير وهو مشترك بين الثقة والضعيف ، وعلى هذا بناء كلامه في شرحه على اللمعة.
وهذا منه قدسسره غريب ، وأغرب منه قوله باشتراك أبي بصير ، وروايات أبي بصير سواء أريد به الأسدي والمرادي وابن أبي القاسم صحيحة إذا لم يكن في الطريق قادح من غير جهتهم ، والاشتراك اشتباه.
والروايات الدالة على الطعن فيهم معارضة بأكثر منها الدالة على مدحهم وتوثيقهم. ونحن قد بسطنا الكلام فيهم في بعض رسائلنا بما لا مزيد عليه ، فليطلب من هناك.
واعلم أن المتبادر من الشكاك مطلق المخالفين ، سماهم بذلك لأنهم أرباب شكوك وخيالات وأصحاب شبه وجهالات ، ليس لهم قدم صدق عند ربهم فيما اعتقدوه ، ولإثبات جاش وطمأنينة فيما عقلوه.
بل علماؤهم وأئمتهم الباقون على ضلالتهم تائهين متحيرين ، وعلى ما حصلوه طول أعمارهم نادمين ، ولا يجزمون بنجاة أنفسهم من حيث العقيدة والدين ،
__________________
(١) فروع الكافي ٥ / ٣٤٨ ، ح ١.
(٢) فروع الكافي ٥ / ٣٤٩ ، ح ٥.