فما ذكره في شرح الشرائع بعد قوله صلىاللهعليهوآله « المؤمنون بعضهم أكفاء بعض » بقوله : وفي الاستدلال به نظر. أما من حيث السند ، فلأنها مرسلة رواها الكليني عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وقال : سقط عني إسناده.
وأما من حيث دلالة المتن ، فلان المراد بالمؤمن المسلم ، أو المصدق بقلبه لما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله ، لا الايمان الذي يعتبره أصحابنا ، فإنه اصطلاح متأخر لا يراد عند إطلاقه في كلام الله تعالى ونبيه إجماعا (١).
محل نظر أما إرسال السند ، فلأنك قد عرفت أنه لا يضر لوجود مثله في رواية مسندة صحيحة السند.
وأما قوله « المراد بالمؤمن المسلم » فقد سبق ما فيه ، ويزيده بيانا صحيحة جميل بن دراج عن الصادق عليهالسلام في كريمة « قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا » الآية ، فقال عليهالسلام : ألا ترى أن الايمان غير الإسلام (٢).
وموثقة أبي بصير عن الباقر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول « قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا » فمن زعم أنهم آمنوا فقد كذب ، ومن زعم أنهم لم يسلموا فقد كذب (٣).
فإنهما صريحتان في أن الايمان غير الإسلام في كتاب الله العزيز.
وأما قوله « أو المصدق بقلبه لما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله لا الايمان الذي يعتبره أصحابنا » فلان التصديق القلبي بجميع ما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله عين الإيمان الذي يعتبره أصحابنا ، فإن القول بامامة أثنا عشر اماما من أعظم ما جاء به وأكمل أفراده.
__________________
(١) المسالك ١ / ٤٩٧.
(٢) أصول الكافي ٢ / ٢٤ ، ح ٣.
(٣) أصول الكافي ٢ / ٢٥ ، ح ٥.