الدنيوية ، ويفارقونهم في الأحكام الأخروية ، لا لمجرد ما ذكره قدسسره بل لروايات أصح سندا وأوضح دلالة.
كصحيحة حمران بن أعين عن الباقر عليهالسلام قال : سمعته يقول : ان الايمان ما استقر في القلب ، وأفضى به الى الله عزوجل ، وصدقة العمل بالطاعة والتسليم لأمره ، والإسلام ما ظهر من قول أو فعل ، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها ، وبه حقنت الدماء ، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح.
الى أن قال قلت : فهل للمؤمن من فضل على المسلم في شيء من الاحكام والحدود وغير ذلك؟
فقال : لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد ولكن للمؤمن فضل على المسلم في إعمالهما وما يتقربان به الى الله الحديث (١).
وحسنة الفضيل بن يسار عن الصادق عليهالسلام قال : سمعته يقول : ان الايمان يشارك الإسلام ، ولا يشاركه الإسلام ، ان الايمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح والموارث وحقن الدماء الحديث (٢).
وموثقة سماعة ، قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخبرني عن الإسلام والايمان أهما مختلفان؟
فقال : ان الايمان يشارك الإسلام ، والإسلام لا يشارك الايمان.
قلت : فصفهما لي.
فقال : الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ، والتصديق برسول الله صلىاللهعليهوآله ، به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس.
والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صبغة الإسلام ، وما ظهر من العمل
__________________
(١) أصول الكافي ٢ / ٢٦ ـ ٢٧ ، ح ٥.
(٢) أصول الكافي ٢ / ٢٦ ، ح ٣.