أهله من كلّ وجه ، بل ليسوا أهله بوجه ، والمفروض أنهم أهله من كلّ وجه ، هذا خلف.
ولزم أيضاً زيادة أهله عليه إنْ تأخّروا عن أوّله ، أو تقدّموا عن آخره ، أو تقدّموه أو تأخّر عنهم ، أو تقدّمهم أوّلهم أو آخرهم ، وهذا لازم الأوّل ، وعلى كلّ فرض لا يكون ما فرض أجلهم ، هذا خلف ، فلزم أيضاً قيام صفات الرتبة المعيّنة من الزمان أو غيره ولوازمها بالأُخرى من حيث هي صفات الأُخرى ولوازمها ، وهذا محال.
وعلى الثاني يلزم ذلك كلّه أيضاً ، وأن يكون ما فرض حدّا ونهايةً للشيء ليس بحدّ ولا نهاية له ، فما فرض أجله ليس بأجله ، هذا خلف.
ولزم أيضاً تحقّق صفات الرتبة ولوازمها من حيث هي صفاتها ولوازمها فيما هو برزخ بين الرتبتين من حيث هو برزخ ، فترتفع البرزخيّة عمّا فرض برزخاً ، هذا خلف محال ؛ لما يلزم من الغناء عن الوسائط والمعدّات وهو محال ؛ ولأنه تكليف بما لا يطاق.
وعلى الوجهين يمكن أن يراد بمجيء الأجل : مجيئه لوليّ الأمر ليلة القدر أو غيرها وعلمه به ، وأنه من المحتوم ؛ إذ لا يتحقّق الإمضاء ، وأنه أجله إلّا بذلك ، كما دلّت عليه رواية العيّاشيّ : عن الصادق عليهالسلام : في تفسير الأجل المذكور في الآية « هو الذي سمّى لملك الموت » (١) في ليلة القدر. ومن المعلوم أن الذي يسمّيه لملك الموت إنّما هو وليّ الأمر.
وفي ( الكافي ) عن الصادق عليهالسلام في تفسيره : « تعدّ السنين ، ثمّ تعدّ الشهور ، ثمّ تعدّ الأيّام ، ثمّ تعدّ النفس ( فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ ) (٢) الآية » (٣).
وهذا يدلّ أن المراد به انتهاء رتبة الدنيا ، وتجلّي الآخرة ، ولا منافاة ، والله العالم.
ومنها على الوجهين أيضاً ـ : أنه يمكن أن يراد بمجيئه : تحقّقه في رتبة
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٢١ / ٣٩ ، وفيه : « يسمّى » بدل : « سمّي ».
(٢) الأعراف : ٣٤.
(٣) الكافي ٣ : ٢٦٢ / ٤٤.