«الإمام ضامن» (١) وعن الثاني (٢) : بحمله على الاستحباب توفيقاً (٣).
والتحقيق إنّ خبري الضمان تساقطا ، وبقيت المعارضة بين خبري منهال وحفص ، إلا أنّ منهالاً مجهول ، وحديث حفص حسن ، فلا عدول عنه (٤) خصوصاً مع ما ادّعاه السيّد رحمهالله.
وذهب الشيخ (٥) أيضاً إلى أنّ الإمام لو اختصّ بموجب السجود ، وجب على المأموم متابعته فيه وإن خلا عن السبب ؛ لأنّه متبوع ، ولترتّب صلاة المأموم على صلاته في التمام والنقصان.
ولقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ليس عليك خلف الإمام سهو ، الإمام كافيه ، وإن سها الإمام فعليه وعلى مَنْ خلفه» (٦).
ومختار المصنّف هنا من عدم وجوب المتابعة (٧) أجود ؛ لعدم الدليل الصالح للمشاركة ، فإنّ الواجب على المأمومين اتّباعه حالة كونه إماماً لا مطلقاً. والخبر من مرويّات العامّة ، ومع ذلك فهو ضعيف عندهم. ولا ريب أنّ متابعة الشيخ هنا أحوط (٨).
(و) كذا (لا) حكم للسهو (مع الكثرة) لقول الباقر عليهالسلام في صحيح محمّد بن مسلم : «إذا كثر عليك السهو فامض على صلاتك فإنّه يوشك أن يدعك (٩) الشيطان» (١٠).
وروى زرارة وأبو بصير في الصحيح قالا : قلنا له : الرجل يشكّ كثيراً في صلاته حتى لا يدري كم صلّى ولا ما بقي عليه ، قال : «يعيد» قلنا له : يكثر عليه ذلك كلّما أعاد شكّ ، قال : «يمضي في شكّه» ثمّ قال : «لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطمعوه ، فإنّ الشيطان خبيث معتاد لما عوّد ، فليمض أحدكم في الوهم ، ولا يكثرنّ نقض
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٨٢ / ١١٢١.
(٢) أي : خبر منهال.
(٣) الذكرى ٤ : ٥٨.
(٤) بدل قوله : «فلا عدول عنه» في «ق ، م» : «فينبغي العمل به».
(٥) المبسوط ١ : ١٢٣ ١٢٤.
(٦) سنن الدارقطني ١ : ٣٧٧ / ١.
(٧) تذكرة الفقهاء ٣ : ٣٢٤ ، المسألة ٣٥١ ؛ نهاية الإحكام ١ : ٥٣٤.
(٨) في «م» : «أجود» بدل «أحوط».
(٩) في المصادر زيادة : «إنّما هو من».
(١٠) الكافي ٣ : ٣٥٩ / ٨ ؛ الفقيه ١ : ٢٢٤ / ٩٨٩ ؛ التهذيب ٢ : ٣٤٣ ٣٤٤ / ١٤٢٤.