ما هنالك بليّة نزول الحميم (١) ، وتصلية الجحيم ، وفورات السّعير ، وسورات الزّفير ، لا فترة مريحة (٢) ولا دعة مزيحة ، ولا قوّة حاجزة ، ولا موتة ناجزة ، ولا سنة مسلية ، بين أطوار الموتات (٣) وعذاب السّاعات!! إنّا باللّه عائذون. عباد اللّه ، أين الّذين عمّروا فنعموا (٤) وعلّموا ففهموا ، وأنظروا فلهوا (٥) وسلموا فنسوا (٦)؟ أمهلوا طويلا ، ومنحوا جميلا ، وحذّروا أليما ، ووعدوا جسيما!! احذروا الذّنوب المورّطة ، والعيوب المسخطة (٧) أولى الأبصار والأسماع ، والعافية والمتاع! هل من مناص ، أو خلاص
__________________
(١) الحميم فى الأصل : الماء الحار ، والتصلية : الاحراق. والمراد هنا دخول جهنم ، والسورة : الشدة ، والزفير : صوت النار عند توقدها
(٢) الفترة : السكون ، أى : لا يفتز العذاب حتى يستريح المعذب من الألم ، ولا تكون دعة ـ أى : راحة حتى تزيح ما أصابه من التعب ، وليست قوه تحجز عنه ، وترد غواشى العذاب ، ولا بموته يجد موتة حاضرة تذهب باحساسه عن الشعور بتلك الآلام ، والناجز : الحاضر ، والسنة ـ بالكسر ـ والتخفيف ـ أوائل النوم ، مسلية ملهية عن الألم
(٣) «أطوار الموتات ـ الخ» كل نوبة من نوب العذاب كأنها موت لشدتها ، وأطوار هذه الموتات : ألوانها ، وأنواعها
(٤) «عمروا ـ الخ» عاشوا فتنعموا
(٥) أمهلوا فألهاهم المهل عن العمل ، وذلك بعد أن علموا ففهموا ، وكان مقتضى الفهم أن لا يغتروا بالمهلة ، ويضيعوا الفرصة
(٦) سلمت عاقباتهم وأرزاقهم فنسوا نعمة اللّه فى السلامة.
(٧) المورطة : المهلكة