غصص أتراحها (١) وخلق الآجال فأطالها وقصّرها ، وقدّمها وأخّرها ، ووصل بالموت أسبابها (٢) وجعله خالجا لأشطانها (٣) ، وقاطعا لمرائر أقرانها (٤) عالم السّرّ من ضمائر المضمرين ، ونجوى المتخافتين (٥) وخواطر رجم الظّنون (٦) وعقد عزيمات اليقين (٧) ومسارق إيماض الجفون (٨) وما ضمنته أكنان القلوب وغيابات الغيوب (٩) وما أصغت لاستراقه مصائخ الأسماع (١٠)
__________________
(١) جمع ترح ـ بالتحريك ـ وهو : الغم والهلاك
(٢) حبالها
(٣) خالجا : جاذبا لأشطانها جمع شطن ـ كسبب ـ وهو الحبل الطويل ، شبه به الأعمار الطويلة
(٤) المرائر : جمع مريرة ، وهو الحبل يفتل على أكثر من طاق ، أو الشديد الفتل ، والأقران : جمع قرن ـ بالتحريك ـ وهو الحبل يجمع به بعيران وذكره لقوته أيضا ، وإضافة المرائر للأقران بعد استعمالها فى الشديدة بلا قيد أن تكون حبالا.
(٥) التخافت : المكالمة سرا
(٦) رجم الظنون : ما يخطر على القلب أنه وقع أو يصح أن يقع بلا برهان
(٧) العقد : جمع عقدة ، وهو ما يرتبط القلب بتصديقه : لا يصدق نقيضه ، ولا يتوهمه. والعزيمات : جمع عزيمة ، وهو ما يوجب البرهان الشرعى أو العقلى تصديقه والعمل به.
(٨) جمع مسرق : مكان مسارقة النظر أو زمانها ، أو البواعث عليها ، أو من «فلان يسارق فلانا النظر» ، أى : ينتظر منه غفلة فينظر إليه. والايماض : اللمعان ، وهو أحق أن ينسب إلى العيون لا إلى الجفون ، ونسبته إلى الجفون لأنه ينبعث من بينها
(٩) ضمنته : حوته ، والأكنان : جمع كن ـ بالكسر ـ وهو كل ما يستتر فيه ، وغيابات الغيوب : أعماقها
(١٠) استراق الكلام : استماعه خفية ، والمصائخ : جمع مصاخ ، وهو مكان الاصاخة ، وهو ثقبة الأذن