عارضة (١) ، ولا اعتورته فى تنفيذ الأمور وتدبير المخلوقين ملالة ولا فترة (٢) بل نفذ فيهم علمه وأحصاهم عدّه ، ووسعهم عدله ، وغمرهم فضله ، مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله.
اللّهمّ أنت أهل الوصف الجميل ، والتّعداد الكثير (٣) إن تؤمّل فخير مؤمّل ، وإن ترج فأكرم مرجوّ. اللّهمّ وقد بسطت لى فيما لا أمدح به غيرك ، ولا أثنى به على أحد سواك ، ولا أوجّهه إلى معادن الخيبة ومواضع الرّيبة (٤) وعدلت بلسانى عن مدائح الآدميّين والثّناء على المربوبين المخلوقين. اللّهمّ ولكلّ مثن على من أثنى عليه مثوبة (٥) من جزاء ، أو عارفة من عطاء ، وقد رجوتك دليلا على ذخائر الرّحمة وكنوز المغفرة. اللّهمّ وهذا مقام من أفردك بالتّوحيد الّذى هو لك ، ولم ير مستحقّا لهذه المحامد والممادح غيرك ، وبى فاقة إليك لا يجبر مسكنتها إلاّ فضلك ، ولا ينعش من خلّتها إلاّ منّك وجودك (٦) ، فهب لنا فى هذا المقام رضاك ، وأغننا عن مدّ الأيدى إلى سواك ، إنّك على كلّ شىء قدير.
__________________
(١) هى ما يعترض العامل فيمنعه عن عمله
(٢) اعتورته : تداولته وتناولته
(٣) المبالغة فى عد كمالاتك إلى ما لا ينتهى
(٤) هم المخلوقون
(٥) ثواب وجزاء
(٦) الخلة ـ بالفتح ـ : الفقر ، والمن : الاحسان