ولا مقصّر (١) ، وجاهد فى اللّه أعداءه غير واهن ولا معذر (٢) ، إمام من اتّقى وبصر من اهتدى
منها : لو تعلمون ما أعلم ممّا طوى عنكم غيبه إذا لخرجتم إلى الصّعدات (٣) تبكون على أعمالكم ، وتلتدمون على أنفسكم (٤) ، ولتركتم أموالكم لا حارس لها ، ولا خالف عليها (٥) ولهمّت كلّ امرىء نفسه (٦) لا يلتفت إلى غيرها ، ولكنّكم نسيتم ما ذكّرتم ، وأمنتم ما حذّرتم ، فتاه عنكم رأيكم (٧) ، وتشتّت عليكم أمركم ، ولوددت أنّ اللّه فرّق بينى وبينكم ،
__________________
(١) وان : متباطىء متثاقل ، وتقول : ونى فى الأمر ونى وونيا ـ من بابى تعب ووعد ـ إذا ضعف وفتر ، فهو وان ، وفى التنزيل : «وَلاٰ تَنِيٰا فِي ذِكْرِي»
(٢) واهن : ضعيف ، وتقول : وهن وهنا ـ من باب وعد ـ إذا ضعف فهو واهن : فى الأمر والعمل والبدن ، وتقول : وهنته ، إذا أضعفته يتعدى ويلزم ، والأجود تعديته بالهمزة ، ووهن يهن ـ بالكسر فيهما ـ لغة ، وجاء مصدره بالتحريك ، والمعذر : من يعتذر ولا يثبت له عذر.
(٣) الصعدات ـ بضمتين ـ : جمع صعيد بمعنى الطريق ، والصعيد : التراب ، ويقال : هو وجه الأرض. ويجمع على صعد وصعدات ، مثل طريق وطرق وطرقات أى : لتركتم منازلكم وهممتم فى الطرق من شدة الخوف
(٤) الالتدام : ضرب النساء صدورهن أو وجوههن للنياحة
(٥) الخالف : من تتركه فى أهلك ومالك إذا خرجت لسفر أو حرب
(٦) همته : حزنته وشغلته ، ويروى «ولأهمت كل امرىء ـ الخ» وهو أفصح من الرواية المذكورة ، نقول : أهمنى الأمر ، أى : أحزننى
(٧) تقول : تاه عن فلان رأيه ، أى : عزب ، وغاب ، وضل