فأنتم غرض لنابل (١) ، وأكلة لآكل ، وفريسة لصائل.
١٥ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان رضى اللّه عنه (٢)
واللّه لو وجدته قد تزوّج به النّساء ، وملك به الإماء ، لرددته فإنّ فى العدل سعة ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق (٣)
١٦ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لما بويع بالمدينة
ذمّتى بما أقول رهينة (٤) وأنا به زعيم ، إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات (٥) حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات ، ألا وإنّ بليّتكم
__________________
(١) الغرض : ما ينصب ليرمى بالسهام. والنابل : الضارب بالنبل
(٢) قطائع عثمان : ما منحه للناس من الأراضى
(٣) أى : أن من عجز عن تدبير أمره بالعدل فهو عن التدبير بالجور أشد عجزا ، فان الجور مظنة أن يقاوم ويصد عنه. وهذه الخطبة رواها الكلبى مرفوعة إلى أبى صالح عن ابن عباس أن عليا خطب ثانى يوم من بيعته فى المدينة فقال : ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل مال أعطاه من مال اللّه ، فهو مردود فى بيت المال فان الحق القديم لا يبطله شىء ، ولو وجدته قد تزوج الخ
(٤) الذمة : العهد ، تقول : هذا الحق فى ذمتى ، كما تقول فى عنقى. وذلك كناية عن الضمان والالتزام. والزعيم : الكفيل ، يريد أنه ضامن لصدق ما يقول ، كفيل بأنه الحق الذى لا يدافع
(٥) العبر ـ بكسر ففتح ـ جمع عبرة بمعنى الموعظة ، والمثلات : العقوبات ، أى : من كشف له النظر فى أحوال من سبق بين يديه وحقق له الاعتبار والاتعاظ أن العقوبات التى نزلت بالأمم والأجيال والافراد من ضعف وذل وفاقة وسوء حال