بأن يقال (١) الإيجاز هو الأداء بأقلّ من المتعارف أو (٢) ممّا يليق بالمقام من (٣) كلام أبسط من الكلام المذكور [ردّ (٤) إلى الجهالة] إذ (٥) لا تعرف كميّة (٦) متعارف الأوساط وكيفيّتها (٧)
________________________________________
كما هو مقتضى جعل الإيجاز والإطناب مبنيّين على متعارف الأوساط ، ومقيسين إليه ، «والبسط الموصوف» ، أي البناء على الكلام المبسوط اللّائق بالمقام ، كما هو مقتضى جعلهما مبنيّين على مقتضى المقام ، ومقيسين عليه.
(١) أي يقال في البناء على المتعارف ، الإيجاز هو أداء المقصود بأقلّ من المتعارف والإطناب أداؤه بأكثر منه ، أي من المتعارف.
(٢) عطف على قوله : «من المتعارف» ، وهذا بيان للبناء على البسط ، وحاصله أن يقال الإيجاز أداء المقصود بأقلّ ممّا يليق بالمقام ، والإطناب أداؤه بأكثر منه.
(٣) بيان لما يليق بالمقام ، أي الّذي هو كلام أبسط من الكلام الّذي ذكره المتكلّم.
(٤) أي إحالة على أمر مجهول ، فالجهالة مصدر بمعنى اسم المفعول ، وحاصل الاعتراض الثّاني على السّكّاكي أنّ ما ذكره السّكّاكي من البناء على المتعارف ... ردّ إلى الجهالة لأنّه تعريف الشّيء بما هو أخفى منه ، مع أنّ المقصود هو الإخراج من الجهالة.
(٥) علّة لمحذوف ، أي وإنّما كان في البناء على الأوّل ، وهو متعارف الأوساط ردّ إلى الجهالة ، لأنّه لا تعرف كميّة متعارف الأوساط ...
وحاصله إنّ تصوّر التّعريف متوقّف على تصوّر أجزائه الإضافيّة وغيرها ، والمتعارف المذكور في التّعريف لم يتصوّر قدره ، ولا كيفه ، فيزداد بذلك جهل المستفيد ، فيكون التّعريف المذكور فيه لفظ المتعارف فاسدا ، لكونه تعريفا بمجهول ، ثمّ إنّ معرّفة الكيفيّة وإن لم تتعلّق بالإيجاز والإطناب والمساواة إلّا أنّ عدمه موجب لزيادة الجهل في المتعارف المأخوذ في التّعريف ، ويمكن أن يكون المراد بالكيفيّة كون كلماته طويلة أو قصيرة ، فإذا يضرّ الجهل به فيما هو المقصود أيضا.
(٦) المراد بكميّة متعارف الأوساط عدد كلمات عبارتهم هل أربع كلمات أو خمس.
(٧) أي كيفيّة الألفاظ الّتي هي متعارف الأوساط ، كتقديم بعض الكلمات وتأخير بعضها.