يمتنع تعيين بعضها طرفا وبعضها وسطا ، لكونها (١) مفرغة مصمتة الجوانب (٢) كالدّائرة (٣).
[وأيضا منه] أي من المجمل ، وقوله : منه ، دون أن يقول : وأيضا إمّا كذا وإمّا كذا ، إشعار بأنّ هذا (٤) من تقسيمات المجمل لا من تقسيمات مطلق التّشبيه ، أي ومن المجمل [ما لم يذكر فيه وصف أحد الطّرفين] يعني الوصف الّذي يكون فيه إيماء إلى وجه الشّبه (٥) ، نحو : زيد أسد.
[ومنه (٦) ما ذكر فيه وصف المشبّه به وحده] أي الوصف المشعر بوجه الشّبه
________________________________________________________
(١) أي الأجزاء ممزوجة.
(٢) أي لا انفراج فيها ، بل متّصلة من كلّ جانب ، وليس المراد بالمصمتة كونها لا جوف لها.
(٣) لا يقال : إنّ الحلقة المفرغة من أفراد الدّائرة ، فلا وجه لتشبيهها بها.
لأنّا نقول : المراد كالدّائرة الّتي ليست حلقة ، وهي الّتي تكون متداولة في الأشكال عند الفلاسفة.
(٤) أي التّقسيم الّذي شرع فيه من تقسيمات المجمل ، أراد بالجمع ما فوق الواحد ، كالجمع المنطقيّ ، أي إنّ هذا تقسيم المجمل ثانيا ، بعد تقسيمه أوّلا إلى ظاهر وخفيّ ، وليس هذا من تقسيمات مطلق التّشبيه.
وحاصل الكلام في المقام :
أنّه لو حذف «منه» وأوتي مكانه «وإمّا كذا وإمّا كذا» لتوهّم أنّ هذا تقسيم لمطلق التّشبيه لاتّحاد أسلوبه مع أسلوب قوله : «إمّا تمثيل وإمّا غير تمثيل» ، فدفعا لذلك قال : «منه» وغيّر الأسلوب.
(٥) أي أتى بهذه العناية دفعا لما يقال : إنّ ذكر الوصف وعدمه يشمل المجمل والمفصّل ، فلا وجه لتخصيصه بالمجمل.
وحاصل الدّفع :
إنّ لهذا وجها ، وذلك لأنّ المراد بالوصف المذكور الوصف المشعر بوجه التّشبيه ، وهذا لا يذكر في المفصّل ، أو ذكره فيه بمنزلة التّكرار ، وهو مستهجن عند البلغاء ، قوله : «زيد أسد» مثال لما لم يذكر فيه ما يشعر إلى وجه الشّبه أي الشّجاعة.
(٦) أي من المجمل «ما ذكر فيه وصف المشبّه به وحده».