.................................................................................................
______________________________________________________
أو تركه وتفويض الأمر إلى الله تعالى في التعيين واستشاره كما قال عليهالسلام في مرفوعة عليّ بن محمّد : «تشاور ربّك» وبين الأمرين فرق واضح. وإنّما منع التفاؤل بالقرآن وإن جاز بغيره إذا لم يحكم بوقوع الأمر على البتّ ، إذا تفاءل بغير القرآن ثمّ تبيّن خلافه فلا بأس ، بخلاف ما إذا تفاءل بالقرآن ثمّ تبيّن خلافه فإنّه يفضي إلى إساءة الظنّ بالقرآن ، ولا يتأتّى ذلك في الاستخارة لبقاء الإيهام فيه بعد وإن ظهر السوء ، لأنّ العبد لا يعرف خيره من شرّه ، قال الله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) (١)
. قلت : ذكر مولانا عليّ بن طاووس في كتاب الاستخارات للتفؤل بالمصحف وجوهاً ، منها إنّك تصلّي صلاة جعفر وتدعو بدعائهاثمّ تأخذ المصحف وتنوي فرج آل محمّد بدءاً وعوداً ثمّ تقول : اللهمّ إن كان في قضائك وقدرك أن تفرّج عن وليّك وحجّتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا فاخرج لنا رأس آية كتابك نستدلّ بها على ذلك ثمّ تعدّ سبع ورقات وتعدّ عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة وتنظر ما رأيته في الحادي عشر من السطور ، ثمّ تعيد الفعل ثانياً لتفسيره فإنّه تتبيّن حاجتك إن شاء الله ، ثمّ إنّه بيّن معنى قوله «في عامنا هذا» أنّ العلم بالفرج عن وليّه عليهالسلام يتوقّف على امور كثيرة ، فيكون كلّ وقت يدعى له بذلك في عامي هذا وشهري هذا يفرّج الله أمراً من تلك الامور الكثيرة فيسمّى ذلك فرجاً. وذكر أيضاً عن بدر بن يعقوب أنّك تدعو للأمر والنهي أو ما تريد الفال فيه بفرج آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وذكر نحواً من ذلك الدعاء وقال : ثمّ تعدّ سبع أوراق ثمّ تعدّ في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر وتتفأّل بما يكون في السطر السابع. قال : وفي رواية اخرى : أن تدعو بالدعاء ثمّ تفتح المصحف وتعدّ سبع قوائم وتعدّ ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة وما في الوجه الآخر من الورقة الثامنة من لفظ الجلالة ثمّ تعدّ قوائم بعدد اسم الجلالة ثمّ تعدّ من الوجهة الثانية من القائمة
__________________
(١) الوافي : باب صلاة الاستخارة ج ٩ ص ١٤١٧ والآية ٢١٦ من سورة البقرة.