يغفر لا يغفر له ، ومن لا يتب لا يتب عليه» (١).
أنشدنا أبو العباس هبة الله بن نصر الله الشاهد لفظا ، قال : أنشدنا أبو الفضل محمد بن أحمد ابن العجمي ، قال : أنشدنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروز آبادي ببغداد في المدرسة النّظامية لأبي محمد عبد الوهّاب بن علي ابن نصر رحمهالله لما فارق بغداد ونزل مصر :
سلام على بغداد في كل موطن |
|
وحقّ لها منّي سلام مضاعف |
فو الله ما فارقتها عن قلى (٢) لها |
|
وإني بشطّي جانبيها لعارف |
ولكنّها ضاقت عليّ بأسرها |
|
ولم تكن الأرزاق فيها تساعف |
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه |
|
وأخلاقه تنأى به وتخالف (٣) |
وأنشدنا أبو العباس أحمد بن سالم بن محمد المقرىء الشيخ الصالح ، قال : أنشدنا أبو الفضل محمد بن أحمد ابن العجمي ، قال : أنشدنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشّيرازي ببغداد لنفسه :
سألت الناس عن خلّ وفيّ |
|
فقالوا ما إلى هذا سبيل |
تمسّك إن ظفرت بودّ حرّ |
|
فإنّ الحرّ في الدّنيا قليل (٤) |
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن أحمد ابن العجمي رحمهالله : ومولدي في سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة بالصّليق (٥).
__________________
(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن المفضل بن صدقة الحنفي متروك (الميزان ٤ / ١٦٨) ، وقد ساق ابن عدي هذا الحديث من هذا الوجه في الكامل ٦ / ٢٤٠٤ ، والذهبي في الميزان ٤ / ١٦٨. والقسم الأول من متن الحديث في الصحيحين من طريق زيد بن وهب الجهني عن جرير (البخاري ٨ / ١٢ (٦٠١٣) و ٩ / ١٤١ (٧٣٧٦) ، ومسلم ٧ / ٧٧ (٢٣١٩).
(٢) القلى : البغض ، ويقال : فعل ذلك عن قلى ومقلية.
(٣) الأبيات مشهورة وتروى باختلاف طفيف في بعض المصادر الأخرى.
(٤) هذان البيتان مشهوران لأبي إسحاق الشيرازي ذكرتهما معظم المصادر التي ترجمت له.
(٥) الصليق : ذكر ياقوت أنها مواضع كانت في بطيحة واسط وأنها خربت في أيامه ، قال : «وقد