الفضل الكرماني. وجال في بلاد المشرق ، ثم قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، ودرّس بها الفقه على مذهب أبي حنيفة بمدرسة بسوق العميد تعرف بمدرسة زيرك. وكان أحد شيوخ وقته في مذهبه يفتي ويدرّس إلى أن مات.
حدّث عن أبي المعالي جعفر بن حيدر العلوي ، وعن أبي عبد الله الحسين ابن محمد بن الفرّخان السّمناني (١) ، وعن غيرهما. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدمشقي ببغداد.
أخبرنا عمر بن علي بن الخضر القرشيّ فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، ومن خطه نقلت ، قال : قرأت على أبي المظفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار المشطّب ، قلت له : أخبركم أبو المعالي جعفر بن حيدر العلوي ، قال : أخبرنا أبو عثمان الصّابوني ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرّازي ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرّازي ، قال : أخبرني أبو الوليد الطيالسي ، قال : أخبرنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا سئل المسلم في القبر فشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله فذلك قول الله عزوجل : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)(٢) [إبراهيم : ٢٧].
__________________
ذلك في اللباب. وضبطت في معجم البلدان بسكون الميم ولكن ضبط القلم. وسمنان : اسم لمواضع عدة منها : مدينة من مدن قومس ، وقرية من قرى نسا ، ومنها أيضا سمنان بالعراق ، وأظن أبا المظفر المشطب هذا من سمنان قومس لأنه حدث عن ابن الفرخان السمناني وهو من سمنان قومس.
(١) من سمنان قومس ، قال ياقوت : «ومن سمنان قومس أبو عبد الله الحسين ... ابن الفرخان الصّوفي السّمناني من أهل سمنان شيخ الصوفية. رحل إلى خراسان وأدرك الشيوخ وعمّر طويلا بسمنان حتى سمع منه أهل بلده» وتوفي بسمنان في صفر سنة ٥٣١ وقد ذكره السمعاني في التحبير (معجم البلدان ٣ / ٢٥٢).
(٢) حديث سعد بن عبيدة السلمي أبي حمزة الكوفي عن البراء بن عازب هذا في الصحيحين : البخاري ٢ / ١٢٢ (١٣٦٩) و ٢ / ١٢٢ (١٣٧١) و ٦ / ١٠٠ (٤٦٩٩) ، ومسلم ٨ / ١٦٢