علي بن بختيار الذي تولى أستاذية الدار العزيزة ، شيّد الله قواعدها بالعز.
كان في زي الجند ، وكان فيه تميّز ، ويقول الشّعر.
حدثني أحمد (١) ، ابن علي أخيه ، قال : أنشدت عمّي محمدا بيتا قلته ، وهو :
قسما بمن سكن الفؤاد وإنّه |
|
قسم به لو تعلمون عظيم |
فأجازه ارتجالا وأنشد في ذلك :
إني به صبّ كئيب مدنف |
|
قلق الفؤاد مولّه مهموم |
لا أستطيع مع التنائي سلوة |
|
حتى الممات وإنني لسليم |
فتعطّفوا بالوصل بعد تهاجر |
|
فالصّبر ينفد والرّجاء مقيم |
ولقد شكوت صبابتي وتيتّمي |
|
حتى تجود به وأنت رحيم |
يا مالكين بحبّهم زمر الحشا |
|
ظام على تيّاركنّ يحوم |
توفي محمد بن بختيار هذا في سنة خمس وست مئة بالبصرة ، ودفن بها ، رحمهالله وإيانا.
* * *
__________________
(١) تأخرت وفاة أحمد هذا إلى سنة (٦٤٢) أي بعد خمس سنوات من وفاة المؤلف ، وكان متأدبا فاضلا ، حسن الطريقة ، متدينا صالحا ، له معرفة بالأدب ، وكان مقيما برباط والده بباب الجعفرية في الجانب الشرقي من بغداد ، أخذ عنه ابن النجار وذكره في تاريخه كما دلّ على ذلك المستفاد للدمياطي (الترجمة ٣٧) ، وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٦٤٢ من تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٠٣ ، والصفدي في الوافي ٧ / ١٨٩ نقلا من تاريخ ابن النجار ، ولم يترجمه المؤلف.