ذكر أبو الحسن محمد بن عبد لملك الهمذاني في تاريخه (١) أنّ الوزير أبا العلاء محمد بن الحسن حضر في بيت النّوبة بدار الخلافة المعظمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ في محرم سنة ست وأربعين وأربع مئة ، وأملك بابنة عميد الرّؤساء أبي طالب بن أيوب على صداق مبلغه ألف دينار خلاصا ، وحضر ذلك الوزير ابن رئيس الرؤساء أبو القاسم ابن المسلمة والأعيان.
وسمع الوزير أبو العلاء ببغداد من الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزّينبي.
قال عبيد الله بن عليّ المارستاني فيما رسمه من «التاريخ» : وحدّث الوزير أبو العلاء ببغداد عن أبي طالب المحسّن بن علي بن إسماعيل العلوي ، فسمع منه أبو البركات ابن السّقطي. ولم أقف على شيء يشيّد ذلك ، والله أعلم!
ثم سكن الوزير أبو العلاء واسطا واتخذها منزلا إلى حين وفاته. وسمع بها على كبر سنّه من أبي عبد الله محمد بن محمد ابن السّوادي ، وأبي الحسن عليّ ابن محمد بن علي كاتب الوقف ، وأبي نعيم محمد بن إبراهيم ابن الحمّاري.
وكان خيّرا كثير العبادة منقطعا في منزله يغشاه الناس ويزورونه.
سألت عنه شيخنا أبا طالب محمد بن علي ابن الكتّاني ، وكان قد حضر عنده وسمع في مجلسه ، فقال : كنّا ندخل عليه مع والدي ونسمع عنده ، وكان رجلا خيّرا كثير الصّوم والصّلاة.
ذكر القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي الواسطي في تاريخه الذي جمعه وذكر فيه أخبار البطيحة ، قال : وفي يوم الثلاثاء ثالث عشري ذي
__________________
(١) توفي أبو الحسن الهمذاني سنة ٥٢١ ه وذيّل على تاريخ أبي شجاع الروذراوري الذي ذيّل به على «تجارب الأمم» لمسكويه وترجمته مشهورة (ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ٨ ، وابن الأثير ١٠ / ٢٤٧ والعيني ج ١٦ ورقة ٧ وغيرها). وهو غير أبي المحاسن محمد بن عبد الملك الهمذاني الآتية ترجمته في هذا الكتاب والمتوفى سنة ٥٧٨ ه (الترجمة ٢٦٠).