التّميمي الجرجاني قدم علينا بغداد ، قراءة عليه وأنا أسمع ، في صفر سنة عشر وخمس مئة بالمسجد المعلّق المقابل لباب النّوبي المحروس ، قيل له : أخبركم أبو محمد عبد الرحمن بن سعيد بن محمد السّعيدي ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد ابن أحمد بن الغطريف العبدي ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجّمحي ، قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي ، قال : أخبرنا سفيان الثّوري ، عن أبي جهم (١) مولى ابن سالم ، عن عبيد الله بن العباس من ولد العباس ، عن ابن عباس قال : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بإسباغ الوضوء ونهانا ، ولا أقول نهاكم ، أن نأكل الصّدقة ولا ننزي حمارا على فرس» (٢).
مولده في رجب سنة خمس وتسعين وأربع مئة.
ذكر صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» أنّ أبا المعالي بن حمدون توفي
__________________
(١) هكذا في الأصل ، وهو خطأ بلا ريب ، صوابه : «أبو جهضم» وهو ليس مولى لابن سالم ، بل مولى لآل العباس واسمه موسى بن سالم ، وهو ثقة من رجال التهذيب ، كما بيناه في تحرير التقريب.
(٢) عبيد الله بن عباس هو عبيد الله بن عبد الله بن عباس ، وهذه هي رواية سفيان الثوري ، وقد أخرجه أحمد ١ / ٢٢٥ و ٢٣٢ و ٢٣٤ و ٢٤٩ ، وأبو داود (٨٠٨) ، والترمذي (١٧٠١) ، وابن ماجة (٤٢٦) ، والنسائي ١ / ٨٩ و ٦ / ٢٢٤ ، وابن خزيمة (١٧٥) ، والطبراني في الكبير (١٠٦٤٢) و (١٠٦٤٣) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢٣ والمزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٥٣ من حديث عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، وقال الترمذي : حسن صحيح. ثم قال : «وروى سفيان الثوري هذا عن أبي جهضم فقال : عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس ، عن ابن عباس. وسمعت محمدا (يعني : البخاري) يقول : حديث الثوري غير محفوظ ، ووهم فيه الثوري ، والصحيح ما روى إسماعيل بن عليّة وعبد الوارث بن سعيد ، عن أبي جهضم ، عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن ابن عباس».
قال : بشار : تعقب الإمام المزي هذا القول بعد سياقته للحديث المذكور وقول الترمذي هذا فقال في تهذيب الكمال : «وفي نسبة الوهم إلى الثوري نظر ، فإن حماد بن سلمة رواه عن أبي جهضم مثل رواية الثوري ، وكذلك رواه محمد بن عيسى ابن الطباع عن حماد بن زيد ١٥ / ٢٥٤ فالحديث صحيح بكل حال.