ابن الدّامغاني في ولايته الثانية وذلك في يوم الخميس ثامن محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وعزل في سنة خمس وثمانين وخمس مئة. وأعيد في أواخر شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة. وتولّى الخطابة بجامع المنصور مدة.
ولما توفّي أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي في سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، وكان خطيب جامع القصر الشّريف ، تولّى محمد بن الحسن هذا الخطابة ، إلى أن عزل عن العدالة ، كما ذكرنا ، ولما أعيد لم يعد خطيبا (١).
وقد سمع من جماعة منهم : أبو المعالي عمر بن بنيمان المستعمل وأخوه أبو العباس أحمد ، وأبو المكارم محمد بن أحمد ابن الطاهري ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف ، والنقيب الطاهر أبو عبد الله أحمد بن عليّ ابن المعمّر العلوي ، وغيرهم. سمعنا منه.
قرأت على الشّريف أبي الفضل محمد ، ويدعى الأفضل ، ابن الحسن ابن الشّنكاتي ، قلت له : أخبركم أبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن مندة الأصبهاني ، قدم علينا ، إملاء بجامع المنصور ، قال : حدثنا أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد البقال وأبو الفتح منصور بن الحسين بن علي الكاتب ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم ، قال : حدثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السّامي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن المختار ، قال : حدثني يحيى بن عتيق ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا عدوى ولا طيرة
__________________
(١) قال ابن النجار ، كما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام : «كان شحيحا ، وسخا ، ذبيئا ، يرابي ولا يزكي».