ابن فاخر النّحوي ، وأبي البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطيّ ، وغيرهم.
وقدم بغداد مرارا كثيرة. وسمع بها كثيرا من أبي الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان ، والشريف أبي طالب الحسين بن محد الزّينبيّ ، وغيرهم.
وعمّر حتى حدّث بالكثير. وكانت له إجازات من جماعة انفرد بها مثل أبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني ، وأبي منصور عبد المحسن بن محمد الشّيحيّ (١) ، وأبي سعد عبد الجليل بن محمد السّاوي ، وأبي الحسن عليّ بن الحسين بن أيوب البزّاز وغيرهم.
وكان ثقة ، صحيح السّماع ، متخشّعا ، سريع الدّمعة ، يرجع إلى دين وصلاح. رحل إليه النّاس ، وسمعوا منه ، وكتب عنه غير واحد من أصحاب الرّحلة منهم : أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي وأبو يعقوب يوسف بن أحمد الحافظ البغدادي ، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرّهاوي ، وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي في جماعة. وسمع منه من أهل واسط جماعة من شيوخنا منهم : أبو البقاء هبة الكريم بن الحسن بن حبانش ، وأبو عليّ الحسن ابن هبة الله ابن البوقي الفقيه ، وأبو الحسن محمد بن الحسن بن أبي العلاء الوزير ، وأبو الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي ، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السّميع الهاشمي ، وأبو القاسم الحسن وأبو الفضل الحسين ابنا محمد بن أحمد ابن الآمدي ، وغيرهم. وسمعنا منه الكثير وكتبنا عنه ، ونعم الشيخ كان رحمهالله.
قرأت على القاضي أبي طالب محمد بن عليّ بن أحمد ابن الكتّاني بواسط بداره بمحلة الطحّانين بدرب الخطيب في سنة أربع وسبعين وخمس مئة :
__________________
(١) منسوب إلى «شيحة» قرية بحلب ، وتوفي أبو منصور الشيحي هذا سنة ٤٧٨ وهو من المحدثين الجوالين المشهورين.